لغة تتربّص بنا بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


تغرق هذه اللغة، تخترق أصابعي، تسيل مني و من كل الكلمات التي تقبض عليها..
تغرق اللغة و تغوص في كل أفراحها كي تنبت لحنا يليق بابتسامة نهديك يتهيآن لغزو الصباح..
.
.
ليس هناك من احد سواي. أنا لغة لا عواميد لها. لغة كانت تقطن وحلا لا تتذكره جينات اللغة النظيفة، تلك التي تتقي غضب الماء بمظلات من خيوط فارغة.
أنا لغة لا تحتمل تغير درجات الحرارة في فمك و أنت تقولينني بلسانك ذاك.
.
.
ليس هناك فراغ في المشهد..
أتسلق تضاريس جسدك، اتسلق الكلمات التي تتحرش برقصك، أتسلق الإيحاءات التي تنط من أصابع قدميك، تلك التي لا يحدسها سوى ...انتمائي للغتك، تلك التي لا عواميد لها..
.
.
أفعل كما شجرة اللغات.
أدربني على قولك بكلمات تتجدد عند كل ليل، بكلمات لا تعترف للصباحات باحتكار الشمس...
أدربني على قولك بكلمات تشع ، تتنفس، ترقص،..و تعشق.
.
.
الآن أكلم العصافير عنا و عنك.
الآن أكتشف لغة أخرى تتربص بنا...
تلك اللغة التي تخيط منا أصلا لكل البدايات، و تخيطنا و نحن نتفرج على قبلتينا؛..ترقصان بلا خجل.
لغة تتربّص بنا بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.