الليل الطويل ليس للهزائم بقلم مروى بديدة تونس



الليل الطويل ليس للهزائم...
ليس للعبة النرد الفاشلة
و الضوء الساطع كالفضيحة
الرب في الليل أكثر رأفة و أكبر حجما...
يوزع الأقدام بسخاء لأن الطرق لا تطاق
يكثف من نسخ القمر لأن العالم حزين
الحدائق المثقلة بالأسى و الجمال
تبرد خضرتها على همس النسيم..
كي تبرك على الأرض دون حمولة و لا ضجيج
في الليل...كل الأشياء في السماء
ما من أرض تحتمل أملاكها...
لو لا لطف ذاك الرب ...
ما دام الكل يقتله الهدوء في هذا الليل...
و البحر الشاسع أيضا نسي قصة الملح المدفون
لا اشعر أنا بتهديد من جهة معينة
و لا أرى الأعين الطافحة بالشر
يمكنني أن أتسلل بكامل إرادتي الى الفرح الصغير
ألعب بأصابعه...
كم هي آثمة أصابعه...ملطخة بالنوايا....
و كم أنا بائسة...أريد إلتهامها...
هذا الطعم الحلو ...هذا الطعم الغريب
سيقتلني قريبا...
دائما حبك على هيئة فرح صغير ...آثم
و دائما أنا التي تدنو بلهفة النهر ...
للنهر مفاجآت لا يعرفها الصباح...
كأن يختفي فجأة في جوف حفرة
أنت الذي تقفز دائما في قلب السيلان
أيها الرجل السريع جدا في الإختفاء
دون أثر و لا وقع أقدام ...
بعد أن مدحت الله كثيرا في هذا الظلام
يمكنني أن أمد يدي آخر مرة إلى الفضاء البعيد
أريد أن أقبض على بعض منك بشراهة العض
أريد أن أعود ملأى بك ..
بين شفاهي و أسناني...
أنا امرأة تعرف جيدا معنى أن يكون فمها مليئا
مليئا مرة واحدة بالحب دون أن أفقد صوتي
و لا ضحكاتي التي تنذر الشمس بالرحيل..
كي يحل هذا الدجى المتراكم على كتف الرب
ذاك الذي يمنحني حبك ليلا دون أن اتوسله
الليل الطويل ليس للهزائم بقلم مروى بديدة تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.