نايات خريفية بقلم رزيقة بوسواليم الجزائر


الرِّيح
عصى الرَّاعي ،
التي لا تنام
زهرة مدلَّلّة في فوهة عاصفة .
*******
كاد الظِّل يستقيم
لولا فتحة فستان هرم
ثم
أوحى الضوء للجسد أن تسَاقطْ في ظلامٍ مرّ .
*******
سعالٌ
والصَّدر حلبة
الصَّوت وجع
كأعواد كبريت تنطفىء في موعد بارد
والعلبة تشتعل .
*******
ينادي ،،
رقبتهُ طويلة لا تصل اللَّمبة
اللَّمبة
لا تصل إلى عينِ الصباح
النَّافذة
في الأسفل مخنوقة من ضجيج الشَّارع .
*******
دمٌ ،، هذا السَّائل عن ضحاياه ،،
عن شرايين بائسة
تقطعها الرصاصة اثناء هرولة حرب لاهثة
بلسان عطشان .
*******
الضَّمادة ،، تشير إلى جرح مستهتر
تمسح دمعة ألمٍ عويص
تستر عري مدينة
و خراب جلد الغابة المغدورة .
*******
في المقهى ،
فناجين تبوس شفاه العابرين
لم تشبع من رائحة البُّنِ العابثة في أنوف تحاول طرد الغريب .
*******
رأيت اللَّه ،،
قلبي الطِّفلُ مراياهُ العاكسة .
*******
في الشِّعر ،،
الإطار يرسم اللَّوحة
فيما الملامح تشيب وهي تجفف عرق الألوان على جرعات متباعدة .
*******
خذ من العمر
بعض السُّكر،، والملح نصيب ،،
بعض الأبيض أيضا يتضاد طعمه .
*******
بحيرةٌ عانسٌ ،،
والضِّفدع
ينق ينق ،،
فيما الماء يتعثر سيره بين سيقان الصُّخور المتراصة على طول العمود الفقري لمنحنى النَّهر .
*******
الشَّجرة
ظلَّت
تنوح ،
تنوحُ الأصفر في أوراقها ،
بكتْ على جذعها فأسٌ
فاختصر الحطَّاب جملته الفاصلة .
*******
الخريف ،، روح تتلوى نايات السَّماء ،
عزفُ فصل
على مزاج طبيعة هوائية الرغبات .
*******
نملةٌ شرهة للحبِّ ،،
عيونها الضيقة تفضحها
من يقول لها ؟
العسل في الطريق شبكة صيد ممتازة للنَّوايا البريئة .
*******
مراهِقةٌ
الغيمةُ في عزِّ ثورتها تغزل خيوط المطر
وتحلم ببسط الثلج صوفا
على رؤوس الجبال الحليقة .
*******
الحديقة الطَّاعنة في السِّن ،،
كلَّما رفعت آباطها
طار بعيدا سربُ عصافيرها العاقة .
*******
يتجول اللَّيل ،
عربة دؤوبة تحمل الظلام
وأكوام آهات شفافة
تخرج
من أعناق المداخن لمنازل الأزواج الضجرة .
*******
حلزونٌ أصلع
ذبابةٌ ماكرة ،
عَلَقٌ على شفى بركةٍ مغفَّلة
وعشبٌ يقطرُ بالبلل ،،
كأنَّ
المطر
يحتفل في الخارج بأعراس الخريف .

نايات خريفية بقلم رزيقة بوسواليم الجزائر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.