أنا.. لستُ أنا.. حين أحبّك ......هيثم الأمين / تونس

أنا.. لستُ أنا.. حين أحبّك.
حين أحبّكِ
يقفز من تفاصيلي الطاعنة في العمر
أطفال كثيرون،
بشغبهم، بضحكاتهم، ببكائهم، بصراخهم  و بنطقهم الخاطئ للكلمات،
يقفزون منّي إليك
يملؤون غرفتك
يعبثون بشراشفك، بملاءاتك، بخزانة ملابسك، يتقاذفون فيما بينهم بوسادتك و يلطّخون بقلم الحمرة مرآتك
يكتبون عليها "اسمك"
يكتبون عليها "أحبّك"
و يرسمون عليها قلوبا كثيرة و الكثير من القبلات.
أنا.. لستُ أنا.. حين أحبّك.
حين أحبّكِ
أتحوّلُ
لبقعة ضوء،
لحقل خزامى،
لشجرة تضمّ ألف عصفور
و قد أتحوّل لشاعر أيضا
فأكتُبُكِ كثيرا
و أحبّك أكثر و أكثر
أنا.. لستُ أنا.. حين أحبّك.
حين أحبّك
أصير شرفة
أصير مرقصا
أصير لحنا
أصير شموعا
أصير شايا
أصير قهوة
أصير شراب الورد
و منجّما يقرأ لك طالعك و يقصّ عليك الحكايات.
حين أحّبك
و فقط حين أحبّكِ
تحبّني الدّنيا
و تنساني الخيبات.