هذا مُصْحَفِي بقلم محمد خلاد المغرب



لو كان لي نخلةٌ وحصان
وغابة لا تنحني للإعصار
لكتبتُ بتغريد الطيور مُصْحَفي
وأيقظت العالم الأخرس
ليفتح شرفات نوافذه على أنين الخريف
ويسمع دقاتِ أجراس الجنائز
ودَوِيَّ سقوطِ الأبراج القديمة
كَمْ من مدينة أصابتها عيْنُ مِيدُوزَا*
فتحجّرت
أوصارت رماداً
وكَمْ من غريق لم يجد قبرا
فدفنته النوارس في أعماق البحر
وكم من طَارِقٍ لأبواب المنافي
لم يجد سفنا يحرقها
فاحترق
كم من مشنقة أعياها
الجلاد بكثرة الشنق
فانتحرت
وكم من نهر لم يصل
إلى مصبه
فشرَّدتْه الوديان
كم من شاعر قتلتْه
القصيدة
لأنه لم يكتُبْها
فاكتُبْني أيها الربيع الغائب
على أوراق الريح
وطوِّحْ بي في الأمْداء
لعلِّي أكون قصيدة
أو نخلة نبِيٍّ في الفلواتِ
أحطِّم الأنصاب ولا أتَحجّر
————-
*ميدوزا: في الميثولوجيا الإغريقية
امرأة من نظر إلى عينيها يتحجر

هذا مُصْحَفِي بقلم محمد خلاد المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.