ذات ..........بقلم سهام الدغاري / ليبيا

ذات

بماذا تفكرين الآن ...؟
بالموت الذي زارك قبل ثلاث عقود
والذي كان مختبئاً في عطر وردة
أم بسنوات عمرك التي ألتهمتها عقارب الوقت
أم بتأرجحك القلق والخائف مابين ماضٍ وآتِ

بماذا تفكرين الآن...؟ ولكن
ما الحكمة من سؤال بالكاد يكفي لنفض الغبار عن جملة رثاء وحيدة كانت قد أعدتها كأجابة

ذات
التي لم تلتقي بذاتها سوى مرة
الآن صارت تبصق في وجه مرآتها كل مرة
قبل أن تتهيأ لحشو ذاكرتها بالزهايمر
حتى تنسى أنها ذاتٌ مومس
فهي تضاجع أحلامها كل ليلة
لتكتشف عند مطلع كل نهار أنها حبلى
بألف فكرة خاوية
بألف وهم
وألف ألف انتظار

ذات
كل ليلة
تنفخ في بوق خساراتها
وهي تقف على قارعة رصيف يحتفي بالمطر
لتنتصر مرة واحدة على الموت
الموت الذي يؤجل انبعاث ذاتها من جديد
ذات
تجر ذاتها ببؤس وهي تفكر
كيف لها أن تحيك من خيطان الحكاية "حكاية"
تسد بها فم السؤال
________________
سهام الدغاري