ذاكرة الشمع بقلم مروى ديدة تونس
و الشوارع الضيقة كالموت المؤجل
منزلنا الآن يباع في المزاد العلني
كأدنى فرصة للتقليل من شأن العائلة
او تسفير الذكريات الى المجهول
ما زلت أذكر الأوساخ على حواف الباب الرئيسي
إنها جراح حقيقية مموهة بالأصفر الزيتي
يمكنك ان تشاهدها بعينين مغمضتين
او بحبس انفاسك خلال دقيقة واحدة
الأبواب الرئيسية دائما تحمل الجراح
التي ترفضها المؤخرات الضخمة
و فروة الرأس الصحية و العيون البارزة...
في منزلنا كنت أنام على الشراشف القطنية
كي لا اترك وجها للريح الباردة
أو ظلا أبيض للنافذة المكسورة ...
الأحداث الغريبة حولتني الى ماكنة مراقبة
يسيح الدمع الى أسفل عنقي
كإشارة سريعة لحدة النظر ...
الرجل الذي كان مهووسا بحلق عانته
و تدليك الزغب بمرهم ليلي ...
أظنه كان أبي
يأتي بقضيب منتفخ عند الفجر
ليغازل امرأة ظننتها تمثالا خشبيا طيلة الوقت
ممدة على الإسفلت ...مضطجعة و عارية
يفتح ساقيها قبل أن يغلق الباب...
كنت فقط أسمعه يقول :
"تركتك جائعة كي تحبيني اكثر من المعتاد"
لا يعقل ان تلك المرأة أمي...
أذكر أن أمي تحافظ على صور أبي و تقبلها
لأنها فقدته على حين غفلة و في تاريخ لا تذكره
ما كان على ذلك المنزل أن يحمل كل ذلك العناء
التخلص منه حيلة مباغتة...
لكنني عالقة فيه حد هذه اللحظة...
و لا شيء أفعله الآن سوى محاولة نسيانه
كأن أحبك بهذا الغباء ...
أو كأن أحدثك كثيرا عن فردة حذائي المفقودة
او ادعوك الى نزهة يومية في شكل دوائر
إنها ممارسات شاقة للنسيان فحسب
أحتفظ بعصفور من الشمع ...
أضعه في جيب بنطالي أو قبضة يدي ...
إنه الكائن الوحيد الذي يسكن خارج الألم
خارج الفرح المهدور و النوايا السيئة...
أردت فقط أن أخبرك انني أثق بالشمع
رطب و سريع الذوبان في الكوارث...
كي لا يترك احزانا كتلك التي تركها لي الجميع
حين أحبك خارج النسيان و السفر
و الذاكرة المشوهة و الهلع المفاجئ
حتما سأراك رجلا من الشمع...
أستطيع أن اعانقك دون أن ادق فيك المسامير
أو أن أرقد في أحضانك دون أن تجرحني
أستطيع أن أكون امرأة بسيطة
بعيدة عن كل هذا الغموض
فقط إن وجدت يدا واحدة أمسكها
دون أن أفقد اصابعي و يقضمني الإنتظار...
منزلنا الآن يباع في المزاد العلني
كأدنى فرصة للتقليل من شأن العائلة
او تسفير الذكريات الى المجهول
ما زلت أذكر الأوساخ على حواف الباب الرئيسي
إنها جراح حقيقية مموهة بالأصفر الزيتي
يمكنك ان تشاهدها بعينين مغمضتين
او بحبس انفاسك خلال دقيقة واحدة
الأبواب الرئيسية دائما تحمل الجراح
التي ترفضها المؤخرات الضخمة
و فروة الرأس الصحية و العيون البارزة...
في منزلنا كنت أنام على الشراشف القطنية
كي لا اترك وجها للريح الباردة
أو ظلا أبيض للنافذة المكسورة ...
الأحداث الغريبة حولتني الى ماكنة مراقبة
يسيح الدمع الى أسفل عنقي
كإشارة سريعة لحدة النظر ...
الرجل الذي كان مهووسا بحلق عانته
و تدليك الزغب بمرهم ليلي ...
أظنه كان أبي
يأتي بقضيب منتفخ عند الفجر
ليغازل امرأة ظننتها تمثالا خشبيا طيلة الوقت
ممدة على الإسفلت ...مضطجعة و عارية
يفتح ساقيها قبل أن يغلق الباب...
كنت فقط أسمعه يقول :
"تركتك جائعة كي تحبيني اكثر من المعتاد"
لا يعقل ان تلك المرأة أمي...
أذكر أن أمي تحافظ على صور أبي و تقبلها
لأنها فقدته على حين غفلة و في تاريخ لا تذكره
ما كان على ذلك المنزل أن يحمل كل ذلك العناء
التخلص منه حيلة مباغتة...
لكنني عالقة فيه حد هذه اللحظة...
و لا شيء أفعله الآن سوى محاولة نسيانه
كأن أحبك بهذا الغباء ...
أو كأن أحدثك كثيرا عن فردة حذائي المفقودة
او ادعوك الى نزهة يومية في شكل دوائر
إنها ممارسات شاقة للنسيان فحسب
أحتفظ بعصفور من الشمع ...
أضعه في جيب بنطالي أو قبضة يدي ...
إنه الكائن الوحيد الذي يسكن خارج الألم
خارج الفرح المهدور و النوايا السيئة...
أردت فقط أن أخبرك انني أثق بالشمع
رطب و سريع الذوبان في الكوارث...
كي لا يترك احزانا كتلك التي تركها لي الجميع
حين أحبك خارج النسيان و السفر
و الذاكرة المشوهة و الهلع المفاجئ
حتما سأراك رجلا من الشمع...
أستطيع أن اعانقك دون أن ادق فيك المسامير
أو أن أرقد في أحضانك دون أن تجرحني
أستطيع أن أكون امرأة بسيطة
بعيدة عن كل هذا الغموض
فقط إن وجدت يدا واحدة أمسكها
دون أن أفقد اصابعي و يقضمني الإنتظار...
ذاكرة الشمع بقلم مروى ديدة تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: