قبل أن أكتب هذه القصيدة بقلم كرم زيادة قلسطين


قبل أن أكتب هذه القصيدة
فكرت كثيرًا
لو لم تهرول الغيمة
نحو السماء فمن أين لنا بالشِّعر ؟ ،
نحن أضداد أنفسنا
و لكل شيء ضدّ
فالحياة وجهها الآخر الموت
الحب وجهه الآخر
أن القدر كان معكوسًا حين ولدتْ
القصيدة وجهها الآخر
أن لا تجد ما تكتبه الآن
و أنتِ
وجهك الآخر
إنعكاسك على المرآة
و لهذا نمر دائما
بلحظة نفقد فيها الشعور تجاه كل شيء ؛
نفتش عن أسباب كثيرة للمضي
قدما نحو التغير
قال أبي ذات مرة
حارب قلبك لتستمر !
دع عقلك ينمو في العتمة
كي يعتاد الألم
ولا تدع جسدك يغرق في الفرح
كيلا يجف مع أول ظهور للشمس
كن مستعدًا للغد
و أحزم أمتعتك نحو الغروب ..
أنا لست حزينًا
و لكنِّ لست سعيداً أيضًا
لست المسيح لأمشي على الماء
دون أن تخونني قدماي و أهوي نحو العدم
ولست بعصى موسى
لأشير إلى الأفق
فتفتح السماء ذراعيها
أنا الشخص هو ذاته أنا
هو نفسه الذي يكتب الآن
و غدًا
هو نفسه الذي علق الماضي خلف الباب
و فرّ دوني
و لست وحيدًا أيضا
أعيش مع حيوانٍ متطفل
قط متوسط الحجم
يبقى يكرر نفس النغمة
كما لو أنه يريد قول شيء ما
" قد قفلت باب القصيدة
و نسيتني بالداخل " ؟
١٩/٩
رغم أن هذا التاريخ مريح
و سهل على الاذن الموسيقية
إلا أنه ماكر
و رغم أني لا أؤمن بالابراج
إلا أن برج العذارء هو أكثر
الأبراج كآبة
و أكثرها سقوطاً
هذا التاريخ
هو تاريخ ولادتي هكذا يقول أبي
لكن أمي تُصرُ على أن هذا اليوم هو الأدق
و هكذا صرت شخصان
الأول من لحظِّ أبي
و الآخر من وجع أمي ...
قبل أن أكتب هذه القصيدة بقلم كرم زيادة قلسطين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.