لا أبغي شيئا منك أيها الوقت بقلم مصطفى الحناني المغرب


أنا لا أبغي شيئا منك أيها الوقت
أعلم جيدا إنك بخيل
كي تقذف في صدري نهديها
وقليلا من رحيق نعناعها الأخضر المبلل
أنا لا أبغي شيئا منك أيتها الأرض
منذ قال جاليليوس
إنك كروية الشكل
وانا أتمنى
أن يقذفك لاعب كرة قوي في وجهي
لتنتفض كل عصافيري دفعة واحدة
أو أن تدوري هذه المرة بمحاذاة ياسمينها
لأتأكد من حقيقة وجودية واحدة على الأقل
أنا لا أبغي شيئا منك أيتها الجبال
منذ تدحرجت من أعلاك إلى أدناك
تعلمت القسوة
ووقفت في وجهك كأبله
يتحسس رأسه العريضة كلوحة إشهارية
تثير انتباه المارة
اللوحة التي فيها صورة امرأة جميلة شبه عارية
بمشاعر جنسية حقيقية كادت تسبب لزوجين خصومة
عندما أطال رجل النظر فيها
قالت له زوجته :
" وا تا حشم شوية وحدر عينيك ...
ناري الراجل تلفاتو غا تصويرة ..."
هذا ما أخبرني به نادل المقهى ذات صيف
وهو ينظر لزوجين يشتمان بعض
أنا لا أبغي منك شيئا أيها الغياب
فقط زم فمك
وارميني بالحجارة لكي أعرف وجهتك
ولأشتت شمل قلعتي ( عكس قاسم حداد )
كأن أجعل البوابة خلفك
وأطلب من الجند أن يلبسوا سراويل الجدات
لأن الهواء خانق
ونحن في حاجة ماسة لغيمة كبيرة
ومكيفات تبريد طبيعية لنتنفس
انا لا أبغي منك شيئا أيتها اللغة
سوى ذاكرتي
أريدها أن تتعرى أمامي دون حياء
أن تريني أخطاء مفاتنها القاتلة
وأن أسألها أنا :
لماذا أيتها الذاكرة ما تزالين حية ؟
لماذا لم تقبلي رفقة صديقي آلزهايمر عندما دعاك لرقصة ؟
أيتها الذاكرة
أما من برنامج لإعادة الخواء إلى ذهني
وتنقية هوائي من الفيروسات ؟
أيتها القصيدة
أعرف جيدا ما تبغيه معانيك من القارئ
لكن القارئ يتيم يكفيه وجع التخلي
فلماذا تشيرين إليه دائما بسبابة الإتهام ؟
--------------------------------------------
ستقولين لي :
أنا لا ذاكرة لي
أفرح كثيرا حين تتوجع أنت
ويرقص القارئ في النهاية كالديك على النار
لا أبغي شيئا منك أيها الوقت بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.