جِدَارِيَّةُ الفَرَاوْلَةِ.... بقلم فاطمة شاوتي / المغرب


(بمناسبة اليوم الوطني
للمرأة المغربية، أهدي هذا النص إلى المهاجرات المغربيات بإسبانيا ، العاملات في حقول التوت البري، يتعرضن لاغتصاب مزدوج : الاقتصادي والجنسي)
عندما حَوَّلَتِ الخنساء عيون النساء...
جِدَارِيَّةَ بكاء
أضاعتِ المفتاح على قَنْطَرَةٍ...
أَكَلَتْهاَ القَنَادِسُ
ذات شتاء...
لم يفتح للضوء شَامَةً
على وجنة المطر...
فنامت دون غطاء
للخنساء خريطة...
مِقَصُّهَا
غرناطة والأشواك...
اللَّائِي حملْن الأرض...
في أرحامهن
يسقين العشب حليباً أخضرَ...
كُنَّ سَبْعَ نساء
اللَّائِي يصعدن أجسادهن...
يعلمن أن الأصابع مفاتيح
وإِنْ كُسِرَتِ الأقفال...
اللَّائِي يَجْتَزْنَ الخطوط الحمراء
يَعْصِرْنَ الجحيم
ويفرشن مناديل الغياب...
قَصَصْنَ الجَدَائِلَ بالحِنَّاء...
دما مشتهى
على مائدة كَازَانُوفَا...
وأَوْحَيْنَ للحوريات
أن يَعْصِرْنَ نهودهن...
نبيذا أحمر
لِتِنِّينِ البحر...
اللواتي دخلن الغياب...
أغلقن الثقوب بالحَلَمَاتِ
وأَطْعَمْنَ العصافير مناقيرَهَا...
ثم حَشَوْنَ المناجل
بضحكة المُونَالِيزَا...
فلا رَقَصَ الجدار في حنجرة الصراخ
ولا نزلتِْ السماء كي تجمع البكاء...
اللَّائِي وقفْنَ على أعناق التوت البري..
يعرفْنَ أن الحزن
سُؤَالٌ وسؤال...
وأن الجرح يشُقُّ الرُّخَامَ
تُوتَة تُوتَة...
ولاتنتهي الحدوثة
وإنْ تَلَعْثَمَ الكلام...
على حَجَرِ الصمت...
أقول :
يا امرأة الفَرَاوْلَةِ...!
الأرض ظَهرُكِ
السماء أصابعُكِ...
مَامَاتَ توتُ امرأة
تقطف الحب من مَصَّاصِ دماء...

جِدَارِيَّةُ الفَرَاوْلَةِ.... بقلم فاطمة شاوتي / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.