تعال لنبحر بقلم مصطفى الحناني المغرب


كم كبوة
ستكفيك يا حصاني العجوز
كم نهوض
سيمحو كدمة السقوط
وكم من ريح
ستزيح عن عينيك قروح الرمل
كم من سؤال
سيفيدك ليأتي الحظ مرة واحدة
ولو على شكل صفعة قوية
صفعة تفقدك الذوق والسمع
أو
على شكل امرأة بتنورة قصيرة
امرأة عارية الوسط
من دون تبان ولا حتى حمالة نهد
امرأة
لا تثق في كلام الرجال المشبوه والمتشابه
تعشق التجربة
فما الذي يجعل أنثى تكرع من جسدها
كما يكرع قنفذ عليه الجوع والبرد اتفقا
فانكمش
من يزيل عن عين العقل كومة العمش
هل حاولت يوما أن تنهض من سريرك
من دون نصف رؤية من غبش
هل حاولت أن تسرق من جدار عمرك المشقوق
ابتسامة
العمر الذي ينظر إليك ليلة كاملة
كأنه سجان لا يرف له رمش
______________________
هل جربت أن تجعل من ذراعيك
مجدافين من فلين لا ينكسر
وان ترسم البحر على الورق من دون أن تغرق
_______________________
هل حاولت أن تنام قليلا
من دون أن تفكر في أي شيء
كغرفة فارغة تسكنها أشباح
غرفة تضع فيها سيدة البيت
أرشيف ذكرياتها
وما نضج في حقل صدرها
من صياح بذور اللهفة
والحنين المتقادم بين النهدين
هل فكرت يوما في :
كيف
لماذا
ومتى
كيف جئت الدنيا - مثلا -
بعيني صقر جارح
وأجنحة " أم سيسي "
ولماذا ولدت بجسد رجل عجوز
عجوز لا يمكنه النهوض من دون مساعدة أحد
وإلى متى سيظل قلبك ممتلأ بخام الملح
وهذا الطعم في فم الوقت من حولك مر علقم
كيف تيبس جسدك والبلد كلها ماء
ولماذا يجري نهرك دائما ضد التيار
وحتى متى سيبقى مجراك من دون ضفاف
أيها الضنين والحزن كلأ المخازن
أيها العجوز
والعمر قارورة عطر " Rêve d'or "
منسية منذ ليلة زفاف
على طاولة نوم لا تنام
ولا يهدأ لها جفن
أنت المولود كجرو
و في فمك عظمة وهم
أنت المولود كحمار
وعلى ظهرك أسفار الدنيا تعب
أنت المنسي في رماد الاحتراق
والآخرون ولدوا
ويولدون
و في أفواههم ملاعق التبر والذهب
تعال لنبحر بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.