حضنِكِ الأبعدُ من السحاب.....مؤمن سمير/ مصر


وحدي في القطار
في كرنفال العاصمةِ..
في المظاهرة الطويلةِ و اعتصام العمال
في الشتاء المختبئ خلف الذكرى..
وسطَ حزنِ القراصنةِ..
في الحديقةِ العامة و البحرِ القديم
في مصاعد العمارات
و الفوتوغرافيا
و الفندق الشعبيِّ..
في ممرات العشاقِ..
لكني في حضنِك
لا أكاد أتنفس من الزحام والفوضى
..هذا أبي
وهذه نظرتهُ تمسك بي
من رعشتي..
هذا جحيم ربِّكِ الكبير
وسَوْطهِ الراقصِ في الهواء
..أمي و أمكِ القتيلتان
والجار الهارب من الذبحِ..
.. يا حبيبتي ارجعي
و اسمعيني..
أوان موتي تسللَّ و اقتربَ ..
ولم أغلق ساعديَّ على نبيذكِ الصافي بعد.
أصبحتُ أسمع طرق حذائه قرب سريري
ولم يلتصق ظلي بجلدِكِ لأنجو
ولا طرتُ حاملاً حضنكِ
وأنزلتهُ في جزيرتي
وتنهَّدْتُ مطمئناً..
أنا عجوزٌ مسكينٌ ، صدقيني
وحضنك يسندُ ظَهري
رغم أنهُ أبعدُ من المستحيل
و رغم أني حلمتُ حلماً طويلاً
و مُشْبِعاً
جعلني أنحتهُ على خشبِ عَصايْ
و ألصقُ رائحتهُ في طيور حديقةِ الفِناءِ
وأُرَبِّتُ عليهِ دوماً
وأشيلهُ معي
كي يحنو عليَّ
ويشيلني إذا طاشَ نَظَري
وأنا أعدو وألهثُ في الظلام ...
حضنِكِ الأبعدُ من السحاب.....مؤمن سمير/ مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.