سامحوني إذا كنت أغضبتكم ....سالم مهيم / اليمن
سأخيب ظنكم جميعا
سأرميني في هاوية الخنوع
وأصادق الريح
فلا تغضبوا من رجل أكلته التجارب،
وأدمنته الهموم،
وصفعته الأحلام،
وروضته الأيام،
وحاصرته العواصف الهوجاء،
لا تغضبوا ايها المولعون بالأردية
البيضاء،
لم أعد ذلك الوعد الذي تنتظرون،
ولا ذلك الصوت الذي تعشقون،
نعم صرت أرضاً سبخة،
لا تزيد إلا ظمأً...!
ولا تنبت إلا جزعاً....!
لا تغضبوا من خطاي العاثرة،
وسبلي العوجاء،
ووعودي السرابية،
وأغنياتي التي دون طعم،
وافكاري المتأرجحة،
وسديمي الذي يقودني إليه،
وعمائي الذي يأخذني إلى فضائه،
لا تغضبوا أيها الأنقياء...!!
إنني أشفق عليكم من الجلوس
على قارعة الإنتظار..!
وأرثي لأعينكم التي سيصيبها الضجر
وتوقعكم الذي ستلتهمه الخيبة،
وأوقاتكم التي سيلونها الخواء،
سأخيب ظنكم وأربطني إلى سارية
فزعي،
وأأوي إلى حدائق قلقي،
هنا سأظل،
لن أغادر ،
سأزرع حيث لا تنتظرون... !!
وأنتظر..!
لقد هيأت نفسي لكل ما تجلبه الريح..!
ولم تعد أنظاري تتجه إليكم
لم أعد أراني إلا وحيدا
وأحصد خيبتي التي تليق بي،
لا نوارس في الأفق،
ولا ياسمين يصارع العفن المستفحل...!
ولا طوفان يبشر بالعالم الجديد...!
تواريخ تعيد السير في نفس الدروب،
وأخطاء تستنبت نفسها،
لا زلازل ترج اليابسة،
سننتظر جميعا ...!،
لحظة البزوغ، التي ترفض،
وندع الحسرة تفترش أيامنا
والحصار يشل أسفارنا نحو الغد،
وممالك الظلام تنهش حاضرنا
المدمى..!
والغزاة يشربون نخب سقوطنا
في الأشراك التي صنعناها بدقة..!
والحواة يُضحِكُون الأيام...!
إذاً سأخيب ظنكم جميعا...
وأرميني في هاوية الإنتظار والسأم
وأرجمكم بهزائمي التي لا تشيب
وأبصق الشجرة التي لا تهزها الريح
والأيام التي لا يؤرقها التكرار،
والأرض التي لا تخلع اليباب،
سامحوني أيها...
إذا كنت أغضبتكم...!
سامحوني إذا كنت أغضبتكم ....سالم مهيم / اليمن
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
17 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: