لاشيء يشعرني بالكفاية كالكتابة .....سهام الدغاري / ليبيا



لاشيء يشعرني بالكفاية كالكتابة
هذا ما أعتقدته لزمن
ولكن حين تصبح الكتابة كآلة تقشير البطاطا
تسقط طبقة من جلدك بعد كل حرف تكتبه
لتجد نفسك عند الانتهاء تبحث بين طرفي المسافة المبهمة عما تدثر به عُريك الخجول
حينها يصبح الأمر كارثياً

أعلمُ أن جِهارَ القول لايُفخمه ولن يلبسه ثوب ملك
وأن خفوت الحديث لن ينقصه حتى وإن كان من وراء الحُجب
والقبلة الحمقاء التي شقت شفتيك نصفين
وصيرتك أرنباً بثلاثة أرجل يقفز بعيداً عن أنثاه ليبتسم سراَ
لم تجرح فمي المقامر
ولم تقشع البرد عن آخر بيتٍ في القصيد

و الكفاية لاتزال تبحث عن دفقة مطر أخيرة
تنزع عنها ثوب الحلم
وتعلمها كيفية الكف عن الركض وراء تأويله

الفكرة تراود الفكرة
والمعنى ينسلخ عن معناه
والقصيدة فاغرة فاها
وكل هذا ماكان ليكفيني

لازلتُ أبحث في جيوب الغيم عن بقايا نهار
يلقي الضوء على ألواني
كأن يُهذب زرقة الفيروز في عينيْ
ويمنح لسنبلاتي القمحية لون الشمس

أبحث عن كفٍ أصافح بها حزني
أًبعد بها عن مداري ظلمة الخسوف
أنأى بكينونتي لأبعد نقطة لامرئية
فقط ....
لأطوي كل الخسارات
وأُعلن كفايتي •

______________
سهام الدغاري
لاشيء يشعرني بالكفاية كالكتابة .....سهام الدغاري / ليبيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.