مزاج معكّر......بقلم هيثم الأمين / تونس
هذا المساء..
لا مزاج لي في أن أقاسمكِ
فنجان قهوتي،
دخان سجائري،
آخر أخباركِ،
آخر أخباري
و قبلة.
لا مزاج لي
في أن نلوك معا
آخر ما كتبتِه عنّي
و آخر ما كتبتُه عن نسائي العابراتْ...
لا مزاج لي
في أن تقتربي منّي كثيرا
كأن تندسّي في حضني كعصفورةٍ
أو كأن تضرمي الرّغبة في مدني.
لا يا طفلتي
ليست قصّة حبّ جديدة ما يعكّر مزاجي
و لا هذا الإفلاس ما يعكّر مزاجي
و لكنّي...
هذا المساء،
كم أودُّ أن تتركيني و شأني
كم أودُّ
أن أنسحبَ منكِ
و من كلّ شيءٍ و منّي
و أن ينساني الرّفاق، السّجلّات الحكوميّة، المقاهي، الحانات و الشّوارعُ
و أن أَنساني!
لا تفكّري طويلا و أنت تنظرين نحوي
فلا امرأة أحمل في جيب يومي
و لا شفاه امرأة دسستها في مرارة قهوتي...
فدعيني و شأني.
متعب أنا،
من كلّ شيء و منّي...
لا تطبخي شيئا،
لا تشغّلي التلّفازْ،
لا تشغّلي أغنية،
لا تردّدي وراءها الكلمات
و لا ترقصي...
متعب أنا، تبا، ألا تفهمين؟؟؟؟!!!!!
اغضبي كما شئتِ،
استكيني في زاويتك و حدّقي بي كما تشائين
و ابكي...
فلا شيء، هذا المساء، يعنيني أو يهمّني.
...
...
هات يدكِ...
و خُذيني إلى حيث لا أَجِدُني...
هات يدكِ...
فأنا محتاج جدا لامرأة تفهمني
و لا لامرأة تثور في وجه حزني.
هات يدكِ...
و كطفلٍ عنيدٍ و غاضبٍ ضمّيني إليكِ
فأنا... متعبٌ جدا
من كلّ شيء و منّي
و محتاج جدا
لامرأةٍ
لا ترعبها نوبة بكاءِ رجل شرقيْ...
مزاج معكّر......بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
30 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: