تَجَلِّياتُ زقاقٍ أُشْبِهُه.......حسن الخندوقي / المغرب
عَوْدٌ إلى الشعر
▪ تَجَلِّياتُ زقاقٍ أُشْبِهُه...
في بعض أوقات التجلي
أرى نفسي نبيا
لم يؤمن به أحد
عاش محارَبا
و مات قتيلا
و يحشر وحيدا
كما ورد في الأثر :
" و يأتي النبي و ليس معه أحد "
و أحيانَ تَجَلٍّ أُخَر
أرى نفسي ملاكا
من حملة العرش
لا يرى مَنْ خَلْفَه
و لا مَنْ أمامَه
و لا مَنْ فَوْقَه
ولكنه يؤمن بكل ذلك
كثور معصوب العينين
يدير الرحى
و لا يؤمن إلا بالتعب
و أحياناً ثَوَالِثَ
أرى نفسي شيطانا
عصى فأُهْبِطَ
ولكنه لم يُغْوِ أحدا
و أغوى نفسه
ليزداد هبوطا
و هكذا حتى
تَسَنَّمَ قمة الهاوية وحده
و في رَوَابِعَ مذهلةٍ
أراني أَخْصِفُ قلبي
بأَحْرُفٍ هي المطرقةُ
على سِنْدانِ روحٍ
تَمَاهَتْ مَعْ مسافاتٍ مشبوهةٍ
أسيرُ حافِيَ القلب
و عارِيَ الروح
بإحساس الحديد في كِلَيْهِما
و لا وِجْهَةَ لي
سوى غيابٍ
أعود به كآخر طريدةٍ
و أولِ غرامةٍ لِصَيْدٍ خارج الموسم
و إِذْ أَتَجَلّى لي
كما أنا
دون تَمَثُّلاتٍ
أُبْصِرُ نفسي زقاقاً ضيقاً
باتجاهٍ واحدٍ
مهجوراً
إلا من سُكارى و بغايا
يعربدون في آخر الليل
بكلامٍ نابٍ
و تَجَشُّؤاتٍ
و قَيْءٍ
و قُبَلٍ و قهقهاتٍ
و جِنْسٍ رَقِيعٍ
و أحلامِ توبةٍ مستحيلةٍ
ثم يغادرون...
أشياءٌ ما
تحدث في صدري
و أصداءٌ تتردد
كالتي تحدث في ذاك الزقاق
و هو يلعن من دنسوه و غادروا
منتظراً مكنسةً
أو ريحا تنظفه
أو شمسا تجفف كل تلك القذارات
أو جرافة تفتح له منفذا
من الجهة الأخرى
يلحق منها بالتوبة الهاربة
ثم...
سرعان ما يحل ليل جديد
و يعود نفس السكارى و البغايا
يعربدون في صدره
كالوباء
أيها الزقاقُ
المهجورُ نهارا
الملوَّثُ ليلا
أنتَ صدري
الذي تَأَلَّهَ حُزْنُهُ
و تلاشى دَرْبُه
و لا مَنْ يَعْبُدُهُ
أو يُعَبِّدُه...
ح - خ ( ابن الزاوية )
تَجَلِّياتُ زقاقٍ أُشْبِهُه.......حسن الخندوقي / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
29 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: