أنا أعتذر....بقلم هيثم الأمين / تونس
أنا أعتذر
أوّلا، لأنّي كنتُ رجلا عاديّا جدا
رجلٌ
لم ينزع عنك كنزة الصّوف
ليُلبسك جلده المبلّل بعطر الكولونيا الذي تحبّينه،
لم يخطفك
على متن حافلة للركّاب و قد حجز لك مقعدا في ساعة الذّروة
ليطوف معك
كلّ المدينة العتيقة
و يهديك
كاميزونا و فولارا و لوبانا و سِواك
و لم ينتظرك أمام باب المصنع
ليعود بك إلى منزلك في المساءات الباردة.
ثانيا، لأنّي كنت رجلا عاديّا جدا، أيضا
رجلٌ
لم يفتح نافذته، كلّ صباح،
السّاعة السابعة صباحا،
ليراك تمرّين،
لم يجعل من ذراعيه طريقين سيّارين
طريق يستعمله لتهجير الحزن منك
و الثاني
ليغري شعوب الفرح باستيطانك
و لم يسهر، لليلة واحدة، تحت ضوء عينيك.
ثالثا، أنا أعتذر
لك
و منك
لأنّي كنت رجلا عاديّا جدا للمرّة الثالثة
و اكتفيت بالتوقيع على معاهدة رحيلك
بالبكاء و بقصائد جريحة.
أنا أعتذر....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
24 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: