خارج الشّعر و خارج النبوّة ....بقلم هيثم الأمين / تونس




لقد كان الله صديقي
يوم كنت أبكي كثيرا و أتكلّم قليلا جدّا
ربّما، من فرط السّهر، صار مزاج الله ضيّقا
و ما عاد يحتمل الثّرثارين !
حين كان الله صديقي
أوحى لي بأنّي خطوة زائدة علقت داخل ندبة على وجه الرّصيف
و أنّي لا أصلح لأن أكون نبيّا أو شاعرا
ليلتها، كما الله، لم أنمْ
و خرجت أبحثُ عنّي في كلّ نُدب الرّصيف
و لكنّ البلديّة سبقتني و قطّبتْ كلّ النّدوب
ربّما الله هو من أوحى لها بذلك
فأنا.. لا يجب أن أجدني
حتّى لا أُنقذني...
حين تعبتُ من البحثْ
ارتميت في حضن حانة
و شربت كثيرا جدا
حتّى أنّي، من فرط الثّمالة، شعرت برغبة  في الثرثرة
و بدأت أتقيّأ كلّ حزني
و لكنّ الجمهور الثّمل أمر بطردي من الحانة
لأنّي لستُ بصدد الغناء
و ما أقوله ليس شعرا !!!
بعد طردي من الحانة
بحثت كثيرا عن صديقي الله ليُعيدني إليّ
بحثت عنه في بيوت الفقراء
الذين ظنّوا أنّي أتلصّص على نسائهم
فطاردوني و طردوني
بحثتُ عنه
داخل ملجإ للأيتام
فأطلقوا عليّ الرّصاص
لقد ظنّ حارس الملجإ أنّي ساحر سيستعمل أعضاء الأطفال لاستخراج كنز
بحثت عنه في كلّ مكان
في الشوارع، في المقاهي، في الأزقّة الضيّقة
في النّهر، بين نهدي عاهرة، في عيون كلب
في الخبز المحفوظ بعناية داخل كيس بلاستكي وُضع في القمامة
و في المسجد.
في المسجد
نفذت إلى أنوف المصلّين رائحة الخمر
فاتّهموني بالزّندقة
و أرادوا قتلي و لكنّي فررتْ.
منذ عشرين عاما و أنا مازلتُ أبحث عن صديقي الله
و مازلتُ
خارج الشّعر و خارج النبوّة...
خارج الشّعر و خارج النبوّة ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 24 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.