سَنابِلُ الرماد......محمد خَلَّاد - المغرب




في الصُّورة على الجِدار
  امرأةٌ يعرفها
ترك مقْعدَه فارغا
واقترب يتَمَلَّى ملامِحَها
إنها هي  ذتُها
تُطِلُّ منَ البِرْوَاز الخشبي
أمسك بنظَّارتِه السميكة
 و طفِق يمْسح ُ الزجاج 
كَمَنْ يمسح غبار النسيان

تذكَّر يوم قال لها:
هذي جَوَارِحِي
خُذِي قلْبي
ولا تضعِي المِلْح
 في جُرحه
فقد تحترق القصيدة
ويَحْصُدُ الشاعرُ سنابلَ الرماد

غارِقا في زمن آخر
 ارتعش أمام  البِرْواز الخشبي
لمَّا انتبه إلى  قطرة دم
تدحْرجتْ مِنْ جُرح  على صدره
وتشكَّلت في عُرْوة معطفه
وردةً حمراءَ  نَدِيّة

 هل صار على جُرْف الجنون
أَيُرَمِّم مكعباتِ ذاكرته الفارغة؟
 المرأةُ  التي يراها
تَغيبُ وراء دخان سيجارته
ليْسَتْ سوى صورةٍ  مُثبتةٍ 
بمسمارٍ على جِدار قلْبه
—————-
محمد خَلَّاد - المغرب

سَنابِلُ الرماد......محمد خَلَّاد - المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.