ربما لم يكن قلبي كافياً ....بقلم فاطمة الحسن / الأردن



ربما
لم يكن قلبي كافياً
ولم أستطع أن أحبك كما كنت تتمنى
ربما
لم يكن لدي الجرأة الكافية
لأكسر القيود وأتحدى العادات والتقاليد
ربما
كنت إمرأة تقليدية، أحب بطريقة بدائية،
أدس الحب في أرغفة الخبز
أسكبه في كأس الشاي بعد الظهيرة
أقدمه في طبق الحلوى بين حبات الكرز والتوت
أرتقه بدموعي كما أرتق الثقب في جوربك
أرممه بعروق يدي كما أرمم وجهك بعد يوم شاق ومتعب
أعيد بناءه بعظامي كما أعيد بناءك بعد كل إنكسار
ربما
كنت إمرأة غير مثقفة
لا أعرف كيف أرتب عبارات الحب
وكيف أغزل من نور العشق وسائدا مريحة
ولا أتقن كتابة الشعر
ولا أعرف على أي بحر تُبنى تفعيلة عينيك المجنونتين
ربما
كنت إمرأة بسيطة
لم تشاكسني أو تغريني يوما المرايا
ولست من النساء اللاتي تتابعن الموضة
وتهتممن بوضع الكونتور والآي شدو والبلشر
إنني أكتفي بالفساتين التي تهديني إياها في الأعياد
وأتكحل بعينيك .. وأتعطر بأنفاسك .. وأترك شعري يغازل كتفيّ كي تجمعه بيديك
ربما
كنت إمرأة تقليدية جداً
طريقتي في الحب لا تروقك .. ولا تغريك
وربما
كنت تطمح لحب أعمق .. لحب مجنون
ولإمرأة مجنونة تحبك بطريقة لا تشبه أبدا طريقتي
إمرأة تعرف كيف تعتصر قلبك بين يديها
تعرف كيف تطهو روحك على نار هادئة وقبل أن تحترق تطفؤك
تكتب فيك الكثير من القصائد، وتخبؤك تحت جلد قلمها
تبدل أثوابها كل ساعة، وتتزين بما يليق بإمرأة عصرية
وكلما غمرتها تشعر وكأنها لوحة فنية، وتخاف أن تقبلها كي لا يضيع وجهها
وربما
كنت إمرأة فاشلة جداً في الحب
لكنني بكل ما أوتيت من حب أحببتك
أحببتك كما لم ولن أحب أحداً قبلك ولا بعدك.

#فاطمة_الحسن
ربما لم يكن قلبي كافياً ....بقلم فاطمة الحسن / الأردن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 09 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.