رسالة إلى "لوليتا" هيثم الأمين / تونس


 رسالة إلى "لوليتا"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحبّكِ

لكنّي أخاف أن يصير لي جناحان عملاقان

فأعْلَقَ في سمائك

وأنا.. رجل من خسارات.

أحبّكِ

يا طفلة من مطر ومن عشب أخضرْ

لكنّي أخاف عليكِ

من كلّ هذا الملح على صدري

ومن الرّيح العاصف في جمجمتي

وأخاف عليكِ

من أصابعي المهووسةِ

باقتفاء الوجع على طريق رعاة الحزنْ

وأخاف عليكِ

من وحدتي

كلّما عدتُ من هزيمة جديدة.

أحبّكِ

لكنّي أخاف عليكِ

من نزق القصائد

حين تصيرين لغة 

لا يتقن التحدّث بها إلّا صمتي

وأخاف عليكِ

من النّساء اللّواتي يتعرّينَ على شواطئ أبجديّتي

أن يدسسن لك البكاء في عسل عينيكِ

وأنا رجلٌ

لا يصير مناديل زهريّة و أخرى بيضاءْ

لتمسح دموع امرأة من قطن

يُحبُّها

إلّا في القصيدة...

أنا.. لستُ غاضبا منكِ

ولا أطالبكِ  بولائم من خبز أنوثتك السّاخن

ولا بنبيذ لهاثك الأحمر، في السّريرْ

لكنّي رجلٌ.. غاضبٌ منّي، على الدّوامْ

وأخاف أن ىيكبُرَ فيّ غضبي

إن أنتِ 

– يا كلّ الضّوءِ – 

ما عدتِ تبالين بفراشات ثرثرتي

فأصير حريقا يلتهم غابات أحلامي

ثمّ أولد من رمادي رجلا مملّا جدّا!

أنا.. لستُ آسفا

ولن أعتذر لأنّي اقترفتُ الحبّ لكِ

بل

سأحبّك، من جديد، كلّما جمعتنا حكاية أخرى

وفي كلّ مرّة،

سأربّي أطفال قلبي في شوارع مدنكِ

دون الخوف من أن يقتلهم الجوع والبردْ

لكنّي آسف جدّا

وأعتذر لكِ

لأنّ ذراعَيَّ لا تصلان إلى آخر الدنيا

لتضمّاك حين  يغلبنا الصّمتْ

ولأنّي 

ليستُ ميناءً تدخُلُهُ سفنك المحمّلة بالتّعب

بسلام

فتُقرغ أحماله على رصيفه

ثمّ تغادر إلى الفرحْ.


رسالة إلى "لوليتا" هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.