هلْ رأى أحدٌ منكُمُ أينَ رأسي !...زكريا شيخ أحمد / سوريا
هلْ رأى أحدٌ منكُمُ أينَ رأسي !
أحدُ الأصدقاءِ
قال أني اكتبُ نصوصاً مجنونةً .
كانَ عليَّ أنْ أخبرَهُ
أني حينَ أهمُّ بالكتابةِِ
أربطُ قدميَّ بالسقفِ فيتدلى رأسي
كتدلي شريطٍ معلقٍ بلمبةٍ كهربائيةٍ ،
و أحرصُ أنْ يكونَ ذلِكَ بعيداً عنْ جدرانِ غرفتي
كي لا أحاولََ الاستنادَ على أحدِ الجدرانِ
و أبدأُ بالكتابةِ .
في البدايةِ كنْتُ اَتعَبُ بسرعةٍ ،
بالكادِِ كنْتُ أكتبُ كلمتينِ ، أو ثلاث ،
ثم أسقطُ بسرعةٍ على وجهي .
معَ مرورِ الوقتِ اعتدْتُ على تحمّلِ الوجعِ .
أصبحْتُ أُزيدُ الكلماتِ تدريجياً .
أربعُ كلماتٍ سِت سبعٌ ثمان ...
أخرُ النصوصِ الطويلةِ التي كتبْتُها
و أنا معلقٌ راساً على عقبٍ
كنت كأني معلق لربع قرن من الوجع .
أحسسْتُ بأني فقدْتُ كلَّ اعضاءِ جسدي
و بصعوبةٍ بالغةٍ فككْتُ قيودَ قدمي .
فسقطْتُ كسقوطِ نيزكٍ على الارضِ .
تحسسْتُ رأسي فلمْ أجدْهُ بين أكتافي .
أنا الآنَ ابحَثُ عنْ رأسي
رأسي الذي تجمعَتْ فيهِ كلُّ دمائي .
لكن ما جعلَني أشعرُ بنوعٍ منَ الارتياحِ
أنني لاحظْتُ قبلَ سقوطي بثوانٍ
أنَّه كانَ لرأسي ظلٌ على الحائطِ .
لا شك انَّ رأسيَ الآنَ بالقرب ِ ،
هل رأى احدٌ منكُمُ أينَ رأسي !
٦ / ١ / ٢٠١٨
هلْ رأى أحدٌ منكُمُ أينَ رأسي !...زكريا شيخ أحمد / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
25 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: