وحَدَث أن أشرَقْتِ....بقلم مصطفى جمعة / ليبيا
وحَدَث أن أشرَقْتِ..
وحَدَث أن أشرَقْتِ..
في لحظةٍ غَفَت فيها الشموسُ
فاستيقظ النهار
علي شفتيك حدث الكثير
منذ الشهقة الأولى
منذ أن سَلبَت عيناكِ فيروزَ البحر
وماج علي شفتيك النهار
ها قلبي ينزف نبضه علي الرمال
ويمحو آثاره الموجُ..
ما أقسي الموج علي هذه الشطئان
سأبحث عن طريقٍ للخروج
من مدى عينيك
سأذهب حيث يسافر الرّعدُ
بعيداً وبعيداً بعدُ..
سأدوّى هناك في الفراغ ..
سأمزّق الريحَ وألعن بكاء المطرْ
وسأبقى خارج أسواركِ بلا تَذكار
موسيقاي لحنٌ أشقر
كخصلات شعرك ..
وحزني نايٌ مثقوب
تسيلين منه أنيناً واحتضار..
يعزف بشفاهك مقطوعة عمري
كمانٌ جريح .. يغني بلا أوتار
وقوس عينيك يأسر لوني ..
ويسافر عبر النهار ...
حَدَث أن أشرَقْتِ..
في غفلةٍ من الليل..من النجوم
وانتهَكْتِ كل الأفلاك الحزينة
وحجَبْتِ الأقمار..
وحدث أن بُهِتَ الصمتُ
وتجَمّد حرفٌ علي شفتيَّ ..
فاستجديتُ من يطفئ هذا الضوء..لأصلّي في هدوء
ليسكُن في عينيك ضجيجي
وتهدأ الأسرار..
قلتُ أنكِ ابنةَ الشمس..
تغزِلُ في وجنتيكِ شعاعاً
وتجدِلُ في ظفائركِ النور
كإشراقةٍ من سنا
و قبسٍ من النّار
وحَدَث أن أشرَقْتِ..
وأمنياتي الولْهىٰ تلوذ بك.. واستدارة وجهك تعود بي إلى زمن الطفولة..
عندما كان صدرك المباح لي مهداّ أدور في مدارهِ
حيث استدار
وحينما كان دفئك لي وحدي
وحينما كانت تهدهدني عيناك
وتغنين لي..
ووحدى رسمتُ في ثغرك قبلةً
أجّلتها إلى حين تضحك الأقدار
ووحدى كنتُ تعويذةَ سحركِ
وكنتُ الأسودَ في مقلتَيكِ
وذاك الأزرقُ الممزوج باخضرار
ووحدي كنتُ العشقَ والهوىٰ
وكنتُ أسيرَكِ الذي يعود
مُقيّداً بخلخالكِ كُلما أرادَ الفَرار..
مصطفى جمعة
#الملف_الليبي
التصميم و النشر في مجانين قصيدة النثر
سمر لاشين
وحَدَث أن أشرَقْتِ....بقلم مصطفى جمعة / ليبيا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: