ليوم آخر ....بقلم هيثم الأمين / تونس




ككلّ يوم،
سأحبّك اليوم أيضا
رغم تحذيرات الطبيب من مخاطر الإفراط في تناول السّكّر
و رغم الزّهايمر الذي تعاني منه حكايتنا الذّابلة.
ككلّ يوم،
أفتح خزّان ذاكرتي
لأملأ خيالي بك؛
أضع صباحا متكاسلا لم يحلق  ذقنهِ ليبدو وسيما دون تلك الغيوم الرّماديّة،
أضع طاولة و فطورا يصلح لصباح يعجّ بكِ
و كرسيّا واحدا
ثمّ نجلسُ معا.
نتقاسم قطعة الخبز المحشوّة بمربّى السّفرجل و الزّبدة،
نتقاسم آخر ما وردك من أخبار عن هذه الفوبيا الجماعيّة
و قلقك،
تسألينني عن طبق الغداء الذي أفضّله لهذا اليوم،
أسألكِ عن سبب حركاتك المضطربة و أنت تجلسين على فخذي،
تريحين شفتيك على حافّة فنجان القهوة،
أريح شفتيّ على أثر شفتيكِ على فنجان القهوة
فتضحكينْ
و أحبّك ليوم لآخرْ.
تتذمّرين من دخان سجائري،
أتذمّر من إلحاحك عليّ بأن أُقلع عن التّدخينْ،
يوشوش لي جسدك النّحيل تفاصيل أنوثتكِ،
أزرع قبلة في الأصّ الذي يمارس الذّهول عند نهدك الأيسر
(شامتك الوحيدة)
و أنتظرُ هطولكِ لتصير حديقة،
تُطعمُ أصابعك قطع جوع كبيرة للذّئاب المستلقية بين شعر صدري
و تنتظرين أن تبدأ لعبة الصيّاد و الفريسة،
يمزجنا خيالي مع العسل
فتزهرينْ
و أحبّك ليوم آخرْ.
و يحدثُ أيضا
أن أحبّك خارج المشهد المألوف
و خارج فصل الرّبيع
فأفتحُ خزّان ذاكرتي
فلا تتسرّبين إلى خيالي !
حينها،
أضمّ وحدتي إلى صدري،
أقلق عليك جدّا
و أحزنْ...
بعدها،
أفتح حاسوبي،
أراقب،
سرّا و دون أن أُحدثَ لايكا واحدا،
صمت حسابك الفايسبوكي،
أتأكد من وجودكِ، فيه، قبل ساعة أو أكثرْ
فأبتسمْ بحزنْ
و أحبّك ليوم آخر.
ليوم آخر ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.