مناجاة قناع الموت .. بقلم فتيحة بجاج السباعي / المغرب
أيها التاج الشبح
أيها الموت الجشع
ألا تعيا... ألا تشبع
ألا تتوقف... ألا ترجع
ألا ترحم عيونا تدمع
ألا ذاك القناع تخلع
لا نشمك لا نحسك لا نراك
غائص كهمس في حراك
صامت... هائج... قاسي...
أحلت السلام رمزا والحياة مآسي
قريبا أبعدنا وسقيما لا نواسي
تسري كدعابة في خفاء
خبطاتك هوجاء عشواء
أخضرا ويابسا تنتزع
مثل اللهب هشيما تبتلع
تسمح بالفراق في الفراق
تنثر الشتات تقمع اللقاء
لا صلوات تتلى في المساجد
لا ابتهالات تتعالى في المعابد
لا دموع لا وداع لا عزاء
لا مراسيم جنائز في الأرجاء
لا وقوف على قبور للدعاء
لا طقوس قداس في الكنائس
جثامين توارى الثرى دسائس
لا أجراس ترن بدقات الألم
لا سيمفونية حزن لا نغم
أيها الموت
تنفث الرعب سوطك قوي شديد
هنا وهناك في القريب والبعيد
تزرع هموما تأرق الجفون
تحوم باهتا في سكون
لا اقتراب لا سلام لا صلة أرحام
لا عناق لا تقبيل لا تخاطب بالكلام
أيها الموت
أنا الصبية الثكلى
انتزعت أطفالي ورحت تجري
قبل أن أسقيهم فرات صدري
هل كان جورا أم امتحنت صبري؟
فعلت ومضيت مختالا فخورا
لا أعرف هل إناثا كانوا أم ذكورا؟
حتى من طريا حملت بين الكفين
أبدى أملا وأغمض العينين
راحلوا بعيدا قبل صرخة الحياة
رضيت خلت الوجع فات
عرفت معنى الغمة
مات أبي الهالة والهيلمان
كان آخر الكلام الحب والحنان
الصغير لا تجعليه يذرف الدموع
امنحيه رغيفا قبل أن يجوع
عرفت معنى الصدمة
ماتت أمي وفي حجري
قالت... ظنت أني لا أدري
هذا صفير في حنجرتي يتردد
غرغرة موت وليس ضربة برد
عرفت معنى الحرقة
مات أخي... الجرح عميق... عميق
بات غائرا حاميا يشبه الحريق
سكنت المرارة فمي واستمرت
ألغت كل مذاق واستقرت
عرفت معنى الغصة
مات الرفيق الفجع أقوى
كأني أقع... كأني أهوى
كأن الأعمدة قشات
والصبر هباب فتات
عرفت معنى الفراغ
ماذا بعد أيها الموت؟
مناجاة قناع الموت .. بقلم فتيحة بجاج السباعي / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
05 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: