لا أحد سيعرفهم ....بقلم هيثم الأمين / تونس
يمرّون على عجلْ
كالقطارات التي لا تتسوّل مسافرين من المحطّات الصغيرة،
كضحكة في مأتم،
كرائحة الخبز الفجريّ السّاخن
و هي تحكّ أنف مراهق جائع للنوم و للخبز و لفتاته
و تضحك،
كالطوابير التي تقف حين تشارف السّلعة على النّفاد،
كقطرة عرق سالت من جبينٍ مُتعبْ،
كلهاث غريب و غريبة
جمعهما سرير مصاب بالحمّى
و افترقا دون قبلة أو كلمة شكر،
كذاك الصوت الذي يناديني،
أحيانا،
ثمّ يختبئ في العتمة/ داخلي
و كوعد بالبقاء
أطلقه جندّي ذاهب للحرب
لحبيبته و ليد أمّه المرتعشة.
تصرخُ
القطارات، الضحكة في المأتم، رائحة الخبز
الطوابير و قطرة العرق:
من هم؟ !!!!
يصرخُ
لهاث الغريبين، الصوت المتخفّي
و الجنديْ:
من هم؟ !!!
آخذ نفسا عميقا من سيجارتي،
أعبّ جرعة كبيرة من الضّوء الذي يتلصّص عليّ من النافذة،
أحكّ لحيتي بعنف
و أنظر نحوهم،
نحوي
و في داخلي
و تجيبهم عيوني:
أولئك الذين
لم يكن عندهم الوقت ليقولوا لشخص يحبّونه "أحبّك"؛
أولئك الذين
لا أحد يتذكّر تواريخ ميلادهم
و أغنياتهم المفضلّة
و أولئك الذين
يرقصون،
كلّ ليلة،
على ضوء جثّتي
و يشبهونني جدّا.
لا أحد سيعرفهم ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: