دروس في الرّماية ....بقلم هيثم الأمين / تونس
سدّدْ خطوتكَ إلى رأس النّهايةِ
و اسقطْ بعيدا عنكْ
فعبثا تحاولُ
أن تصفّق بجناح لم تُرضعه الرّيح أغاني الجبال البعيدة
و عبثا
تُعلّمُ ظلّكَ الرّقص دون أن يكسره الجدارْ.
سدّدْ خطوتكَ،
بدم باردٍ كقاتل مأجور،
صوبَ الميناء الذي
لا تضحكُ فيه الحانات كثيرا
و لا تنمو على صدره قصص الحبّ كما الطّحالبْ
ثمّ
اسقطْ
حيثُ شئتَ
بعيدا عنكْ
فلا الزّوايا ستنقذكَ
و لا النّوافذُ سترمي لكَ حبال الغسيلْ... لترفعكَ.
صوّب خطواتك،
عشوائيّا،
على كلّ الأرصفةِ
فأنت الغريبُ الذي
لا تعرفك الأبوابُ و لا الحكايات المعتّقة في الأقبية
و لا
وجهُكَ الشّريدْ.
سدّدْ
قصيدتك الفارغةَ إلّا من ضجيجك المبهم
صوبهمْ
و تساقطْ حولهمْ
كما يتساقط النّمل المجنّحُ على موائد الضّوء
طمعا في التّكاثر و في الملكْ
ثمّ
حاصرهمْ بكَ
حتّى
يشهدوا أنّ غبار أصابعك البرّيّة لوثة جنونْ.
أنتَ
فوهةٌ الآنْ
فأطلقْ وابلا منكَ
عليكَ
و اسقطْ في حضنك تماما
حتّى لا تموتَ وحيدا جدّا
و حتّى لا تموت أكثر من مرّة
و اضحكْ كثيرا و أنت تحمل جثّتكَ.. وحدكَ
و اضحكْ كثيرا
و أنت تضع الورود البلاستيكيّة على قبركَ
و اضحكْ كثيرا جدّا
و أنت تقرأ غيابك العاديْ
في صفحة وفيات لم تكتبْ اسمكَ !!!
دروس في الرّماية ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: