ربّما، آخر قصيدة ...بقلم هيثم الأمين / تونس



قحبةٌ هذه القصيدةُ؛
تقف عارية على ناصية الشّعر
و تدخّنني كاملا
ثمّ تبيع أعقابي للموتى العابرين إلى الصّمتْ
ليدخّنوها في مراحيض الآلهة
و تشتري بثمني
مجازا قصيرا دون الرّكبة،
لغة مكشوفة الصّدر
و قبّعة من إيحاء البلاغةِ
لتكون جميلة
في عيون شاعر فحلْ
يضاجعها أمام جمهور غفيرْ.
و أنا...
أصفّقُ طويلا جدّا
خارج الصّمت
و خارج الثرثرة
لجثّة مهرّج ما عاد يُجيدُ وضع الألوان على حزنهِ
أو لجثّة جدّي الاسكافيْ
الذي نسي أن يعلّمني صنعتهُ
و لسبب أجهلهُ
لم يترك لي نعلا يُجيد قطع المسافات دون زحفْ
و لأحياءَ
يستريحون داخل الصّورْ
و يكتبون،
على الأرصفة،
يوميّاتهم الخالية منّي.
رجاءَ،
لا تكترثوا لبذاءتي
فأنا
في الغالبِ أشبه كلّ ما حولي
كلّما نعتتني قصيدة قحبة بالسّاذجِ
و كلّما أضعتُ علبة ألواني
و سرق الحزنُ وجهي المهرّجْ.
لن تعرفوني غدا
و لن أعرفكُمْ
فأنتم الأحياءْ
و أنا الموعود بالطّرد من الباب الخلفيّ للحياة
فبماذا سيفيدكم نتن جيفتي
و كلّ قصائدي عاهراتْ
و لا آلهة تنزل من سمائها لتشتريني من سوق النّخاسة؟!!!!!!!!!!
تبااااااااا
لكلّ قصيدة قحبة آبقةٍ
تبيع مولاها لتشتري الخبزَ لشاعر فحلْ
يضاجعها
دون رغبة
و دون كلمة حبّ واحدةٍ
أمام جمهور غفيرْ!!
باسمي
و باسم كلّ البكاءْ
و باسم غضبي الذي
لا يُجيد إلّا رفع مستوى السّكّر في دمي
أطالبُ
أو
نطالبُ
ربّ الشّعراء الفحولْ
أن يأمر بقطع أصابعي
و لساني
و أن يصلب وجهي على شعر عموديّ منسيْ
لأذهب إلى الصّمتْ
دون جرح عميق جدّا في ثرثرتي
...
ربّما، آخر قصيدة ...بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.