خلْخالَهُ وكَعْبُ أشجاري ...بقلم فاتن عبدالسلام بلان / سوريا



خلْخالَهُ وكَعْبُ أشجاري

**

هَا أنْتَ تأتي مِثْلَ إعْصارِ
فَيَهُـزُّ قَـلبـي نَـقْـرُ أمْطَـارِ

*

يَكْفيكَ أنِّي عُدْتُ عَاشقةً
مَا بَيْـنَ بَـرْدِ البُعْدِ والنَّـارِ

*

حُـبُّ يُزلْزلُنـي ويَجْذبُنـي
وقَـلِـيلُـهُ خَـطَـرٌ بـأضـْرَارِ

*

مَا كُنْـتُ أدْري حُلْوَهُ عِنَبـًا
يجـري وفي رِئَتيِّ أنْهَـاري

*

يَامَنْ تَشَرْينَ عَصْفَ زوْبَعَةٍ
قَلَقي شِراعٌ عَكْـسَ تَيَّـاري

*

ضَيَّعْتَ بُوصَلتي وفَي غَزَلٍ
تَرْمي شِبَاكَـكَ ضِدَّ إبْحَـاري

*

رَجُـلٌ وخلْخَـالٌ بضحْكَتِـهِ
ريْحٌ تُلاعبُ كَعْبَ أشْجَاري

*

رَجُلٌ يُقامـرُني على قَـدَحٍ
سِيـجَـارُهُ حَـلَقَـاتُ أسْـرَارِ

*

وبِثغْـرهِ يُومِـي إلـى قُبَـلٍ
انَّ الشـِّفـاهَ رَحـيـقُ نـُوَّارِ

*

طُهْـرًا يُـظلِّلُنـي بـمعْطَفِـهِ
لا شيْخَ لا ، لا قسَّ أدْيـارِ

*

مَدَدًا بضحْكَتِهِ يُدرْوشُني
وبَخُـورُهُ لبْـلابُ أسْـوَاري

*

عَيْنٌ كَوثْـبِ السَّهمِ نَاشـِبَةٌ
تصْطادُني في عُقْرِ أغْواري

*

والـلـهِ ذي غـمَّـازةٌ صَلَبـتْ
أجْفـانَ قلْبـي دونَ مسْمَارِ

*

يَـا مَـنْ تُفَاجِئُنـي أصَابِعُـهُ
مِشْطًا يُسرِّحُ شَعْرَ أفْكاري

*

وتُهنْدسُ الجُدْرانَ أضْويَةً
وتَخيـطُ يَـاقـتَـهُ بـأزْرَاري

*

وتَفكَّ حقْلَ جَديلَتي ذَهَبًا
تـهْتـزُّ أغْـصـانـًا بـأثْـمَـارِ

*

تلْهو بعقْدي بلْ تُشاكسُني
هـي فوقَ خـدِّي لـوْزُ آذَارِ

*

وتُكوْثرُ الصَّحْراءَ لي وَدَقًا
وتُـحيـلُـهـا واحـاتِ إِزْهَـارِ

*

قدْ باتَ حُبُّكَ طُهْرَ مصْلَوَتي
ووضـُوءُ دلْـوِكَ مـاءُ آبـاري

*

الـحـزنُ تُـغْـرِقُـنـي زوَارقُــهُ
اِضْحكْ لأطْفوَ بضْعَ أشْبـارِ

*

صوْمٌ بصيْفِ الشَّوقِ يغْدرُني
ابْليـسُ ثَغْـرِكَ خُبْـزُ إفْطـاري

*

هو ذا قميصُكَ حُضْنُ أشْرعَتي
فـي جيْبـِهِ حِـلِّـي وأسْفَـاري

*

ليكـنْ هديلُكَ نبْـضَ زاجلَتـي
عُشَّـًا ليزْغـبَ فـرْخُ أشْعـاري

*

دفْدفْ ضُلوعكَ دفْءَ أُغْنيَةٍ
طوِّقْ بعطْـرِكَ خصْـرَ أزْهـاري

*

واطْلقْ فَرَاشَ الوجْدِ في سَهَرٍ
أجَّـلْـتُ فـجـْري دونَ إشْعَـارِ

*

يَا مَنْ ضَفَرْتَ الشَّمْسَ عَاصمَةً
مَرْفَأْتَ صَـدْرَكَ لـي لأقْمـاري

*

وهَجرْتنـي نَغَمًا وعُدْتَ كَمَـا
زُغْـروْدَةٍ فـي حَلْـقِ مـزْمَـارِ

*

خُذْ رشْفَةً مِنْ خَمْرَتي شَغَفًا
عُنْقـودُنـا مـهْـووسُ أكْـوارِ

*

واحْلفْ يَمينَكَ لي مُعَانَقَـةً
إنَّ العِنـاقَ لَريـشُّ أطْيـاري

*

واشْعلْ فوانيسَ الهوى أمَلًا
مـِفْـتـاحَ أبْــوَابٍ لأقْـدَاري

*

إنِّــي أُحـبُّـكَ آثـِمـًا وَلِـهــًا
يـا تَـوْبـَتـي يـا كُـلَّ أوْزاري

*

رَجُـلُ الغِـوايـةِ عَاشقٌ لَهِفٌ
تَفْديـهِ أحْدَاقـي وأشْفـَاري

***

فاتن عبدالسلام بلان
خلْخالَهُ وكَعْبُ أشجاري ...بقلم فاتن عبدالسلام بلان / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.