اِمرأةٌ بِرفاهِيةِ الجُرحِ و طُيُورٌ غرِيبةٌ في ضِحكتِهَا ..بقلم بله محمد الفاضل / السودان
اِمرأةٌ بِرفاهِيةِ الجُرحِ و طُيُورٌ غرِيبةٌ في ضِحكتِهَا
✒✒✒✒✒✒✒
⬛
أنا الحنِينُ، وأنتِ؟
الحزنُ
⬛
الشّعرُ هو الثُّمالةُ وما تبقَّى محضُ ماءٍ مُطلقٍ
⬛
تعالي نُؤسِّسُ لِلغِيابِ مُنحدراً ونُوقِعُهُ في فخِّ ذاتِهِ
⬛
الماءُ الذي تهيَّأَ للعطشى يستظِلُّ بِشجرةٍ عارِيةٍ
الماءُ شُعُوبٌ مُزجَّجةٌ بِالأملِ
والشَّجرةُ رصاصٌ وأحجارٌ
⬛
يمُرُّ اللَّيلُ يمُرُّ النَّهارُ
وانا أُفكِّرُ كيفَ الاِختِيارُ؟
الشَّرقُ غربٌ والجُنُوبُ اِسْتدارَ
والدَّمُ على الأرضِ تشربَهُ الأمطارُ
اِصطفتْ الأوجاعُ
فبِأيٌّ واحِدةٍ بدأتْ تقاذفتكَ الأقدارُ
⬛
أذكُرُهَا
رُوحُهَا النَّيلُ وملامِحُهَا غرقِي
تتذكَّرُنِي
اِنعِكاسُ صمتِهَا على صفحةِ الماءِ
⬛
ووجهُهَا، رهِينُ العزائِمِ، قلقُ الغاباتِ من الحطَّابِينَ ورغباتُ الأبوابِ والنَّوافِذِ
⬛
في ضِحكتِهَا الصَّباحِيَّةِ
طُيُورٌ غرِيبةٌ، ونوايا مهجُورةٌ لِحربٍ عالمِيَّةٍ سابِعة
⬛
لسنا مُترفِينَ، حبِيبتي وأنا
فيتنفَّسُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا هواءَ بلادٍ على حِدة
⬛
ساعتانِ ونصِفُ، الكلماتُ في الخاطِرِ، أصابِعي مشغُولةٌ بِالتَّمنِّي
وأنت من وراءِ زُجاجِ شفاف تمطرين عبيرا
⬛
حين يمُرُّ اِسمِي على بالها
تطِيرُ حمامةٌ من قلبِي
وتهدأُ الحربُ في العالمِ
⬛
أكرّرُ اسمَهَا لِمِرآةِ البيتِ
لِتهِلَّ عليّ من بينِها
⬛
المرايا تبقَى مرايا
حتى مع حذقِكَ إِخفاءَ العِشقِ بِعينِيكَ
⬛
حين أراكِ، يطمِئنُ الفرحُ بأنّهُ على سُدّةِ الحياةِ
⬛
في صباحٍ سيأتِي
أدعكُ قلبِي بِالهواءِ
وأنشرُهُ بِمتناولِ يديكِ
⬛
نهِم بِبعضِنَا
فتهِم بِنَا المسافةُ
⬛
أنتَ لوحدِكَ مسافاتٌ
شارِعٌ
تفاصِيلٌ وتفاصِيلُ وتفاصِيلُ
فلا تأخُذْ من وحدِي لِوحدِكَ
فتُضلِّلُهُ
⬛
على كُلِّ حالٍ
العطبُ الحادِثُ بِاتِّساعِ المسافةِ لن يُؤثِّرَ على سُرعةِ اِتِّصالِ الخيالِ بالخيالِ، المسافةُ عامِلُ قِسمةِ الجسدِ على الجسدِ والضّربِ لِلأخيلةِ...
⬛
قِيامتُكَ بِجوربِيكَ
فأخلعْ منزِلتَكَ ولا تخُضْ في الموازِينِ
أذكُرُ زينبَ
اِمرأةٌ بِرفاهِيةِ الجُرحِ
تستقِي النّوامِيسُ سُطوعَهَا من حُججِها الظّاهِرةِ في العِطرِ، ولِلرّقصةِ في عينِيهَا أرزاقُ التُّوقُّفِ المُباحِ، لي النّباحُ بأخِرِ الشّارِعِ أنا المُتلعثِمُ إلا من عينِينِ تُسرِعان ِلِلتّضادِّ...
أخلعُ بردِي في الذِّكرى، كُلّ اللّيلِ لِي، كُلّ اللّيلِ لِي
كُلّ اللّيلِ لِي
والتّجمهُر
⬛
أسألُ
هل
أحفِرُ
قبراً
لِي
في
الوِحدةِ
؟
⬛
أبغضُ ما تُجالِسَ: وِحدتَكَ...
⬛
اللَّعِبُ خارِجَ الزَّمنِ
-------------
ثمة أشخاصٌ كثر يلعبُونَ داخِلَ رأسِي، عُراةٌ
ومُلتحُونَ، قِصارُ القامةِ، محشُوُّونَ بِالثَّمراتِ
وأنانِيُّونَ، لا يأبهونَ لما يدُورُ في ذاكِرتِي
يُحاوِلُونَ زحزحتَهَا إلى القاعِ
حيثُ النِّسيانُ الشَّرِهُ
وَالنَّزقُ المكتُومُ
.
.
.
ثمة أشخاصٌ كثر
لكِنَّي غيرُ مُتوفِّرٍ
⬛
وُجُوهُ الرُّوحِ
ــ ــ ــ ــ ــ ــ
وأنتم تقرأونَ رُوحِيّ اليافِعةَ
في أمسٍ مضى
لما كُنتُ أُفهرِسَها
عسى أن تطِيرَ في اﻷرجاءِ
...
ما كُنتُ حينَها؟
سهمٌ أمسكتْ بِظُفرِهِ الرِّياحُ
لينغرِزَ بِقلبِ الدّربِ
يشُقُّ اﻷفقَ
نحو أن تكُونُوهُ دُونَهُ و بِهِ
لِترتسِمَ البسماتُ في حناياه
بِالعِطرِ الماطِرِ
ما كُنتُ حينها
سِوى الاِبتِداءِ المُتدحرِجِ نحوكُمْ
هكذا فلِيكُنْ
وأمسكُنِي مُتلبِّساً بكُمْ
حتى الثُّمالة
⬛
الموعِدُ
ــ ـــ ـــ
اِمرأةٌ كانت تتكِئُ على حائِطٍ
المنظرُ لِعابِرِ سيكُونُ من زاويتِهِ
محضُ اِمرأةٍ تنتظِرُ
ولِقرِيبٍ عاكِفٍ على مُراقبتِها
اِمرأةٌ واقِفةٌ لِسببٍ ما سيعرِفُهُ
إن لم تصدِمْهُ سيّارةٌ مُسرِعةً
بِصُدفةٍ لم يُرتِّبْها بِأفكارِهِ
المشغُولةِ مع المرأةِ المُتكِئةِ على الحائِطِ
أما صديقتِها التي ذهبتْ لِتشترِي عصِيراً لهما
فإن السّيّارةَ المُسرِّعةَ نفسَها
والتي لم تصدِمْ صدِيقَنا المُراقِبَ
قد اِحتوتها في أحدِ مقاعِدِها
وأخذتُها لِموعِدٍ لا يُؤجّلُ
9/7/2019
اِمرأةٌ بِرفاهِيةِ الجُرحِ و طُيُورٌ غرِيبةٌ في ضِحكتِهَا ..بقلم بله محمد الفاضل / السودان
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: