هوامش على دفتر السنة الجديدة ..بقلم أحمد رفاعي/ سوريا

 هوامش على دفتر السنة الجديدة 



أنتِ لا تشبهين كوفيد تسعة عشر 

و لا سنة عشرين عشرين 

لذلك لا تصلحين كجرعةٍ يتناولها رجلٌ يائس 

و يُقفل باب الكون وراءه 


أظافركِ طويلةٌ كأنيابِ فكٍّ مفترس 

و عيناكِ كزجاجتين فارغتين في المحيط 

لذلك لن يأبَه بكِ كائنٌ نجا من الغاز 

و نهشَ الذئبُ خصيتيه حين ذهب مع إخوته ليشكرَ السماءَ على نعمة المطر 

عند تلك البئر الجافة 


عِمِي صباحاً أيتها السنةُ الجديدة 

تحيةٌ متأخرةٌ ككل عاداتي 

فأنا وُلِدتُ بعد  انتهاء سنةٍ كبيسة بجرحين 

و أنا أذهبُ لاستلامِ الجلاء المدرسيّ 

من مدرسةٍ لم أدخلها قط 

إلا لإفراغ مثانتي من النبل التاريخيّ الذي يكتظ فيها 


عِمِي مساءً أيتها السنة الجديدة 

الجديدةُ ...

كأحذيةِ الأطفال السوريين في المخيمات 

كطوابير الجوع و الفقد

كفلسفةِ الطوائف في الاحتفاء بالجنازات التي لا تنتهي 

كصندوق اقتراعٍ في الشرق الأوسط 

كزحفِ الجماهير لبيعةِ الخليفة 

في وطنٍ آيلٍ للسقوط 


ثيابُكِ المُرقطة

جسدُكِ الموزعُ عليها بشكلٍ عجائبيّ 

الأرنبُ الذي ضاق ذرعاً بحمالةِ صدرك 

النمرُ المتربصُ في نهاياتِ العمود الفقري 

وَقْعُ سنابكِ الخيلِ على رمال خصرك 

الإنهياراتُ الثلجية على سفوح الركبتين 

كلُّها لا تكفي لإغواء رجلٍ يرُجُّ الحياةَ كزجاجةِ دواءٍ منتهي الصلاحية 

ثم يتناول ملعقةً واحدةً و ينام 


أريد أن أنام 

أنا بحاجةٍ للنوم يا عزيزتي 

بحاجةٍ إلى حجرٍ متغضنِ الملامح كوجهِ أبي 

حجرٍ رقيقٍ كقلب أمي 

ألقي عليه ملامحي ... و أنام 


.........

١/١/٢٠٢١

هوامش على دفتر السنة الجديدة ..بقلم أحمد رفاعي/ سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.