كصُرَّةِ المسافر...فادي حسن / سوريا
كصُرَّةِ المسافر
يحملُني هذا الحزنُ على كَتِفِهِ ويتعثَّرُ
أقفُ كالأبجديةِ متعكزًا موتي
والخيباتُ يا (فينسنت) تتهافتُ كالمصائر
هكذا يهيِّئُني مسرحي.
والأدوارُ يُفرغْنَ محاجرَهنَّ من ضبابِ الخروجِ عن النصّ
لم يكنِ الذِّئبُ يا يوسف
التفضيلُ لطَّخَ ثيابَ إخوتِك.
فليقفِ المشهدُ هنا. (استراحة لشرب الذاكرة)
لِأٌكبِّلَنَّ اللَّحظةَ، وأعيشَ فيها بقيَّةَ ولادتي.
كم كنتِ بيضاءَ حينَها كآيةٍ بيروتيَّة
وأنا الهجَّاءُ... أخافُ نعوتَ اللُّغة
ولم يَدْخلِ المجازُ إلى قلبي بعد!
كم خبأتِ الشِّتاءَ حينَها تحتَ معطفكِ البُنيِّ
وضمَمْتِ بذارَ أصابعِكِ إلى تُرابِ قلبي
لم أكُ قاسيونَ حينها؛ لأُنبِتَ شجرتين
ولأنَّ الرَّحيلَ خطيئةُ الطَّريق
يجرحُني الآنَ إسفلتُ الوصول.
مُحْدَوْدَبةٌ روحي كالعتَّالينَ الصَّاعدين بأكياس
المظالِمِ إلى الله!
وكلّي يتساقطُ كحباتِ القمحِ المُتسرِّبةِ من شُقوقِ السَّماء!
كأن الموتَ خبيرٌ في استنطاق الحياة!
وكأن الحياةَ جِراءٌ تتأفَّفنَّ مخالبَ العَتَمَةِ
والحبُّ لصوصٌ متأبِّطينَ مفاتيحَ الخيانةِ
وقبلاتٌ مسروقةٌ من خزانةِ المواثيق!
أنا الكظيمُ يا يوسف
غَير أنّي إن ذكرتُها الآن
ذكرتُ أربعينَ صُواعًا من جوع
هي جدالُ مَن سَقَطَ عُمري في رَحْلِها يا يُوسف.
أثَمَّ جمالٌ أكثرُ هيبةً مِنِ امرأةٍ تُقَطِّعُ الضَّوء بابتِسامَتِها يا يوسف؟
أثمَّ أنقى من طفلةٍ تمضُغُ اللُّبان
فيُصابُ فمي بسرطانِ الغيرة؟
فليَدخُلِ الأمسُ
بثيابهِ
بنواطيرِه
بمتسوِّليه
وحاشيَتِه
ومُلوكِه
وفُقرائِه
ولتُقطفْ أعناقُ الدَّقائقِ بِيَدِ سيّافٍ
يُخيّطُ جُثثَ الغدِ شالًا لميِّتٍ مُنتَظَر.
انتهتِ الاستراحةُ؛
ليبدأَ العرضُ.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فادي حسن
21/1/2021
ليست هناك تعليقات: