إلى رجل صامت..هيثم الأمين/ تونس

 إلى رجل صامت

ــــــــــــــــــــــــــ


يا رجلا صامتا... كدخان سيجارتي

كيف أكتُبُكَ

و أنت تتسكّعُ خارج لغتي،

خارج أصابعي

و خارج وحهي و وجهك؟ !

كيف أكتُبُك

و أنت تجلس بجانبي... بعيدا جدّا

و تجلس أمامي... في الضفّة الأخرى من العالم؟ !

يا رجلا صامتا كدخاني

كن حكايتي، لمرّة واحدة،

كن طلاء أظافري

أو قلما لشفاهي

و كن، لمرّة واحدة، ثرثارا ككآباتي !

تكلّمْ

و قل: أحبّكِ

خارج القصائد.

تكلّمْ

و قل: أنت جميلة جدّا،

ذوقك رائع في اختيار ملابسك،

أو قل: 

شكرا لهذا العشاء، فقط، قللي الملح في المرّة القادمة...

أيّها الرّجل الصّامت كليلة شتاء تمرّ على صدر امرأة وحيدة

خذني إليك، مرّة

أو خذني معك كحقيبة سفر أيّها المسافر، 

على الدوام،

من قصيدتك إلى قصيدتك !

اعتبرني، مرّة، قصيدتك التي لا تحتاج إلى تأويل

و لا تحتاج لجمهور يصفّق لها؛

اجعلني قصيدتك

و صفّق لي، أنت...

اجعلني قصيدتك/ صديقتك

و ثرثر، لي، عنّي؛

كيف تراني، كيف تحملق في عريي كلّما طرقت باب أحلامك

و كيف... تقبّلني، كلّ ليلة، حين تأمر وسادتك بأن تتقمّص دوري؟ !! 

أنا، يا حبيبي، لم أطلب منك الهدايا،

لم أطلب العشاءات الفاخرة و باقات الورد

و لن أطلب، منك، أن تخبرني كم تحبّني

و لكن

هل تذكر متى كانت آخر مرّة سألتني فيها عن أحوالي؟ !

ليس مهمّا؛ لا تجهد نفسك

يا رجلا صامتا

يذهب، منّي، هباءً كدخاني

و أنا أدمنه كما أدمن قهوتي و دخاني !

أظنّك ستقرأ هذا جيّدا

و دون أن تنطق بكلمة واحدة

ستكتب عنّي قصيدة يصفّق، لها، جمهورك الغفير

ثمّ تدسّني، كاملة، في صمتك

و تنام

و أبقى، أنا، أثرثر مع دخاني...

 

///////// الصورة من تصميمي 🙈🙈😁




إلى رجل صامت..هيثم الأمين/ تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.