الصحراء لي أيتها القلاع ..مثطفى حناني / المغرب
الصحراء لي أيتها القلاع ...
__________ة______________
العاصفة
ماجت على ريش النوارس
وقلبي
مشعكك ماد وبوصلة الغبار
كغابة تمشط شعر النخيل
قلت للبلح
الذي استعصى على النضوج :
هاك عراجيني النيئة
ودعك
من رياح الحب
المهاجرة حين خريف العمر
الحب الذي
تساقطت رطبه
في صدري
لا تهتم ،
لأكوام الرمال من حولي
سمّيني الغبار والضباب
أو
كن دقيقا في اختيار الألقاب
وقل لهم :
رأيت
في عينيه
شرارة نار غريبة
رأيت
خياما تحترق
ونساء تزغرد
مكحلة عيونها برماد الوبر
وكلاما
ساقطا من أمنية
رأيت ،
البومة تأكل القديد نيئا
وتعلّق على عمود الخشب
جناحيها
كبرنوس شيخ قبيلة محترم
ثم
تطير بحاجبيها المعقوفين
كلما داهم عيونها الخطر
قبل النوم ،
كانت الصحراء شاسعة الحزن
تماما كأمي
أو
تقريبا كالبحر
لذلك سُميت الإبل
سفنا
والرحل اسطرلاب
الربابنة
وجسدي
مجاذيف مركب ضيق
قبل البكاء السحيق
كانت المقابر
دليل عابرين قدامى
هنا
هيكل ،
ومزار ولي تعلوه الأحجار
وهناك
تنوح فوق الحجر
جمجمة
يغسلها سراب الأحجية
كانت الموسيقى
نحيبا في مصرع الليالي
والآلات ،
ولولة نسائية حزينة
في ميتم العشق القديم
لم يبعث الله
في أهل الصحراء
نبيا
كانت الطيور
قانون جاذبية
تعيد التائهين
لصراط الأرض
المستقيم
وكنت ،
إلها عصاميا
لا يفك طلاسم الحروف
ينشد الأمداح في نوادي الملائكة
كلما ،
فاض
نبيذ القلب
من عمر الأقداح
حُبّا
أذرفت أغصاني الثكلى
دمعة
ورقصت أشجاري
مع عواء ذئاب شاردة
الصحراء كلها
لي
بلا أبواب
وبلا
قلاع هي
لي
كنت أحرس السماء
بعين إله مجردة
لا تَرِفّ
أنسج من الغيم
بدائل خيام مطرزة بالأحلام
إنِ اشتدّ
حنق قيض الظهيرة
على قوس ظهري
نفخت
في التراب بللي
حتى ،
أصبحت السدرة
قيثارة حمقاء
والنبق دندنة أغنية سافلة
تتلى في الساعات الخوالي ...
______________
مشعككا: يعني مخبلا غير ممشوط ...
ليست هناك تعليقات: