كُنْتُ في العَاشِرَة ..محمد الجلال/ اليمن

 كُنْتُ في العَاشِرَة ..

مِنْ عُمُري

ولازِلْتُ ضِحْكةً ..

صَاخِبَةً،

في فَمِ أُمـّيَ الباسِمَ ..

المذهُول،

وبقَلبِها الفَارِغْ ..

كفؤادِ ،أمِّ مُوسَى 

مَذْهُولةً .. 

لِسرعة رَكْلِيَ كُرَةِ الأيَّامِ ،

بِقَدَميِنِ حافيتيِن.. 

وَبِقَميصٍ ..

مِنْ دُونِ أَكْمَامٍ ،

ولا أزْرَار

واثِباً عَلى رُكبتيّ ،

السّوداوَينِ..

مِن كُثرةِ العراقِيل ،

وهَولِ الصّدمات

كَوَثْبِ حَارسٍ لِتصدّي ..

الصَفَعَاتِ والرَكَلات ،

الآتيةِ ..

مِنْ مَلْعَبِ الحَياةِ،

هَذِه!


كَبِرْتُ حتَّى العِشرينْ ..

فاتسّعَتْ إبتسامتهُا ،

لأجلِي

وَاتَّسَعَتْ مَخَاوِفَهَا ،

أيضاً

هي تَعْلَم..

ماذا تَعْني العِشْرِين؟!

لِفتىً طائِشاً..

وَطالِباً،جامعيَّاً 

يرتدي حِذاءً بُنيَّـاً ،

لامِعَاً..

كبريقَ عَينيَّ صَبيّة ،

وشَعَراً منفُوشَاً..

مُخْتَالاً ..

كَذَيلِ طاوُوْسْ

هِيَ تَعلَمُ ذَلِك .. تًمامَاً

فَتخافُ عَلَيَّ مِن الطَيْش،

ومن غِواية..

الفَتياتِ الجَمْيلات

فتلزمُني ..

بِالصَّلاةِ ،والإسْتِقامَة

وتُعيذُنِي مِنْ ..

غِوايةِ الشيّطانِ

وَمٌنْ فِتْنَة ..

الفَتياتِ الفَاتِناتْ


مَرَّتْ بِضْعَاً وَعِشْرُونَ،

 مِسْرعَةً

كطَنين نَحلةٍ مُحَوِمّةٍ، 

في الضَحيّة ..

لإفراغ سُمّها 

كي ترتاح هِيَ الأُخرى،

كذلِكْ..

مِن حَرّ لسعاتِها المُمِيتَه

لَمْ أكُنْ أعلَم بِأنّي،

كُنتُ الضحيّة المُنتَشِي..

الصَبيُّ الثائِر ،ذَاكَ

وأنّ عَسَلَ الأيّامُ الآتي..

من نَحْلةٍ مَزْهُوّةً ،

طَائِشةٍ..أيضاً

قد وقعَتْ بي ..

شُغْفَاً،وحُبَـّاً 

مِثلَما وَقعْتُ بِها ..

عِشقاً،وهِيامَاً

قَد أفْرَغَتْ حَلاوتَها،

بِصَمِيم فُـؤَادي 

وَسَقتْنِي ،رَشْفَةً،مِنْ ..

رَحيقَها المَختُوم

فَتَزوّجتُ ،وَخَلَّفْتُ ..

ثَلاثَةً مِنَ الأبْنَاءِ

في سَبعْ سِنينٍ ..

سِمَان، 

 وَأُمّي مَعَنا ،

كَسُنْبلةً خَضْرَاء

تُطعمنا الحُبَّ،جَمِيعاً..

بإخْضِرارِ قَلبِهَا،

وَعَطاءَها المُثْمِر

رُغْمَ سِنّها الخَمْسُون..

وَرُغْم صُبَيِّرِ الأيّام

إلا أنّها غَدَتْ، 

في رَيْعَانِ شَبَابَها..

لِحُضنَها ،إبني البِكْر 

كانَت تَرَى طُفُولَتي ..فِيهِ،

وتُزهِرُ مِنْ جَديد 

وتَحضَنَ الثاني.. 

وتزدادُ ،تَفتُحَاً،وَبَهْجَةً

وتأتي ليَ الثالِثَةِ ،بِنتْ..

فَتَتَذكّرُ بِكْرَها 

فتنبُت زُهُوّ السّنين..

بجِسْمَها،ثانيةً

وَوَجْهَهَا يَتَفَتَّحْ ،

كوَردَةٍ بيضَاءٍ.. 

في صَباحِ يَومٍ مُشمِسٍ،

بَهيّْ


دَخَلْتُ بِضْعَاً ..وثلاثيْن عَامَاً 

وَهِي فِي الثَالِثَةِ والسِتّيْن 

فَجْـأْةً !. 

هَبَّتْ قَوارِضَ الأيَّامِ 

تَنخلُ جِسْمَهَا ،كَمِنْجَلْ ..

وكَلمْحِ البَصَر ..

ودُوُنِ سَابِقْ إِنذار

عادَتْ سُنبلةً ،يابِسَةً 

مُحَمّلةً..

 بالخَيرِ والصَلوَات 

تركتْنِي لِباقي ..

سِنينِ عُمُرِي، 

العِجَاااف 

أُصَارِعُ أيَّامِي اليابِسَات..

وَحيْداً 

بعد ذبُولَها،

وقَدْ عُدْتُّ مُنفِّذِاً ،

وصيّتِهَا..وَحِكْمَتَهَا 

في الصَلواتِ والدُّعَاء ،

والإستقامَة 

حتّىَ باقي عُمُري ،

الذابِلْ بفُقْدَانهَا،

ولا شَيءُ آخَرَ ..

 لِيْ

غَيرَ ذِكْرَياتَها المُبهِجة،

تِلْكَــ..

التَّي لا تُفارِقني،لَحْظَةً

وَكَفَرحِ ..

الحُزْنِ هَذَا ،

الَّذِي يَعتصِرُنِـي،

في يَومِ عِيدَهَا..

   البَهِيــجْ .

#عيد_الأم ❤



كُنْتُ في العَاشِرَة ..محمد الجلال/ اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.