لم تعدْ مُجدية ..علاء الرحيباني / سوريا

 لم تعدْ مُجدية لعشرةِ دقائق 

وسط الخرابِ الذي تعيش 

لتخلعَ عبسيتكَ وترتدي 

وجهاً جديد ..


لم يعد مهماً

أن تظهر 

في الشَّكل اللائق 

لتنصف المارَّة 

بحذائكَ المثقوبِ

وبدلتكَ المغبرةِ

وتلكَ المشنقةُ 

في رقبتكَ

حتى أسفلِ بطنك ! ..


أفكارُكَ المخمَّرة 

منذ أن أطلَّ 

النورُ عبر نافذتك 

ليدخلَ قلبك 

لم يعد مهماً 

وأنت في سوادِ 

الليلكِ المنسيّ 

عالقٌ تعدُّ وتحصي 

خيباتكَ المرقَّعة 

مثل قميصِكَ

المستتر خلف 

معطفِك السريِّ !! ..


لم يعد مُجدياً

أن تكون أنت أنت 

أوجاعك المستطبَّة 

الغافية على حيز 

ديوان دحليزك العصبيِّ 

لن تستفزك أكثر !! 


فأنت ميتٌ في كلتا

الحالتين لا يسرك 

إنك تمشي على قدمين 

فأنت تسيرُ إلى الجنازة ! ..


لم تعد تصلحُ ورديًّتك 

أن تصافحَ العذارى 

لا عذارى تصدِّقُ 

جموحَك العالي 

وأنت تتشرَّب 

حدوة البلادة 

صهراَ وتبل ريقك ! ..


أن تصبح شاعراً

مهما جداً

فإنها المهنة الوحيدة 

ترى فيها القحل 

أحلامَ ميتين 

وعلى الشواهدِ

تميزاً للأضرحة 

تاركين قلباً مهترءاً 

ينبضُ ولا ينبض 

كلفة ، كسرةِ رغيفٍ

يابسةٍ كنبضةٍ متعبةٍ

تسدُّ رمق التائهين ! ..


لم يعد مهماً أي شيء 

ولا حتى اسمكَ 

لتسيرَ بجنازة الأحياءِ

وتلعقَ التراب 

وتجرفُ من الأحشاءِ 

ملحاً ينثر في أجواءِ 

المقبرة العميقة جداً

كنريد في الحياة حياء ! ..


لم يعد مهمآ 

حتى وتد الحياة 

وسدرة المنتهى 

وفتقُ سرَّتك 

يوم ولدتَ

لم يعد مهماً ..


لم يعد مهماً ..


 #مكرر..

🖤 ..

12/3/2020

علاء الرحيباني



لم تعدْ مُجدية ..علاء الرحيباني / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.