محاولة فاشلة أخرى لرسم صورة العالم..أمجد ريان / مصر

 محاولة فاشلة أخرى لرسم صورة العالم


..

كل الأحداث نزوات ، 

وأنا صوتي مختنق في الحنجرة 

والبنت الجميلة تأتي 

بين النظرات الجاحظة الحادة ،

وفي كثير من الأحيان يصبح الحقيقي زائفاً 

والزائف حقيقياً ؟

أبادل جارتي ابتسامة بريئة 

وهي مهمومة بحقيبتها اليدوية الصغيرة .

.

أريد أن أنظر للوجود مثلما ينظر الطفل  :

عم مساء أيها الوجود

لماذا الأجواء فيك متقلبة دائماً هكذا ؟ . 

.

كانت أمي بارعة في إعداد الأرز ، 

والبازلاء بالصلصة والجزر

وكانت تناقشني في خطتي للإجازة القادمة 

.

هذه محتويات حافظتي 

بطاقة الهوية ، والنقود القليلة 

وأرقام هواتف ، وعناوين منسية

ولكنني أتسائل ما معنى مرور اليوم ؟ 

وكيف يكون الإحساس بالزمن ؟ 

وبخاصة بعد أن رأيت الفتاة نصف الشقراء 

بنفسي

وهي تجري مرحة 

بهذا الكوتشي الأبيض الخفيف .

.

كانت "طنط" سامية واقفة في الشرفة 

تشير لأبلة زينب ، 

وتمنحها ابتسامة العمر كله 

وأنا أمثّل دور عدم الإلتفات 

وهي الدنيا هكذا دائماً : 

سماء أغلقتها السحب 

وقلوب أغلقتها الأحزان  .

.

في لعبة الحجلة 

تقفز البنات 

بين المستطيلات المرسومة بالطباشير 

ليدفعن حجراً مبططاً ، بحافة القدم 

ومنذ فترة بعيدة : كل أحلامنا مؤجلة 

حتى البنت "هند" "المائصة" 

أمهر لاعبات الحجلة عندنا 

لم أعد أراها 

بعد أن اختفت اختفاء مبرماً  :

دلوني أين هي البنت "هند"

أريد أن أتحدّاها 

وأن أقفز أمامها في الحجلة 

بهاتين الساقين المهيضتين 

أرجوكم .. أنا أريد أن اقفز  .



محاولة فاشلة أخرى لرسم صورة العالم..أمجد ريان / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.