حطموا القوانين مرة واحدة لا أكثر..ناريمان حسن / سوريا

 "

لو  أنّ هناك  ثمة ينبوع 

لا أغرق فيه 

ولا أعاني المرارة أثر انقطاع النفس

لو ثمة ينبوع يواعدني بالرأفة 

قبل خلوده الأخير 

لقررت أن أموت فيه 

مغتسلة بكل ذنوبي وأثامي 


أنا لا أخاف من العالم الماورائي، 

لا أخاف الأشباح،

 ولا أخاف القديسين

 الذين يزورون بالخطأ أحلامنا 

ولا الشياطين 

الذين يبثون الرعب..

 ويهتفون باسم الرهبة العميقة 

 

ولا حتى أطياف الموتى

 وهم يتقمصون أدوار أخرى 

غير أنهم أموات 

ما أخافه حقًا، هو ذاك الظل الذي مازال يطاردني منذ القدم حاملاً معه كل هشاشتي وركاكة حواسي


الإنسان العالق بي، المتوحد مع جسدي بصورة مخيفة 

يرفض أن يطرد بإرادة حية أو مرغما، 

يرفض أن تعلن أسراره أو تفشي فكرة وجوده بين الخلق 

أن يرمى بين الأحياء 

ويحيا كما الأخرون، 

أن يبقى مع الصغار

أو يتبادل التهاني والتبريكات 

مع الكبار.

هو فقط يعنفني بقوة يترك أثار أصابعه على جلدي 

كلما حاولت إخراجه من جسدي أو أخراجي منه.


على كل الأحوال لم أكن شخصًا عرفه السادة الكرام، 

ما امتلكت الميزات بما يكفي لأكون صديقا جيدا، 

ولا من الحنية ما يهيئني لأكون حبيبة لشخص لم يكن، 

ولا وجودية بما يكفي لأجلب الفراشات لأخواتي 

الصغار، 

ولا عمراً إضافيًا لأكون والدة لأمي.. 

ولذلك ما أبصرني أحد غير قنبلة موقوتة ستنفجر 

إذ ما دنى منها أحد. 


في الفجر... 

أرفرف بأجنحة غير مرئية 

أخبر رفاقي اللامرئيين بالقوانين الجديدة، 

القوانين..

التي سيلتزمون بها لمدة من الوقت، 

مشددة باسناني على الحروف لتنفذ بحذافيرها 

ناظرة في الأعين بتأملٍ 

" حطموا القوانين مرة واحدة لا أكثر"

مرة واحدة للتجرد من شارة القداسة، والمضي نحو عالم الإدانة والحرية



حطموا القوانين مرة واحدة لا أكثر..ناريمان حسن / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 31 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.