"عفرين"/.. هنّ والآتيّات..مازيغ يدر..الجزائر

 "عفرين"/.. هنّ والآتيّات..

                                                                              ***

"عفرين"/ رقعة دمع دخانية المنفى.. لا لون.. لا شكل لها.. تمتاز برائحة الخرافة ونكهة حوار الطرشان.. 

طعم الملح لها مذاقه حسك الزّجاج..

"عفرين"/ نقطة دم هلامية الشفاه.. وطنها جبال النّار.. حدودها نهاية الانتظار.. 

"عفرين"/ طفلة تتلهّى ليلا بعلب البارود.. ونهارا يمارس الموتَ عليها الكبار..  

"عفرين"/ اختصرت تفاهة الجيرة.. وهشاشة حسن الجوار في لحظات.. وكشّفت صعلكة هذا العالم في سمّ خيّاط.. 

 تجاوز احتضارها التصوّر واخترق تساقطها التوقّعات.. 

"عفرين"/ أكبر وصمة (جدري) ترتع فحولة ناطقي (الشهادتين).. ومن آمن بالشّرف أوّلا وخنجرا..

"عفرين"/ ما كانت أول (خولة) لتكون آخر الشهيدات.. 

فمرابع المآذن الصّاغرة تموج نساء.. (جولة وصولة).. و(دولة) و(خولة).. و(قبلة).. و(نجلاء)..!

ولشموخ كنائس الشموع والأجراس النحاسية.. شهوة الانتقاء.. أسواق النّخاسة مفككة عراها يا أنتم..!

وبضائعكم لا أربح ولا أدرّ من مدائنكم.. سيوفكم والنّساء..!

فمزيدا من المجّانيّة.. وتأكيد ذات الرضوخ و الانبطاح.. فالوطن أوطان.. ولا وطن..

وكل القضايا المستعجلة في نواديكم لا تشكّل حجم وقيمة البت في قضية مستثارة من الضفة الأخرى.. 

إلا إذا خفق الجرح.. وحزنت من حزنها الأحزان..!

لا أحلى من الرّقص البوهيميّ والهذيان.. يوم يكون الشرف الرّفيع ورقا يمضّيه تنازلا (سلطان أعور).. وأشباه (السلطان)..

فالوجهة في العيون عمى.. والخطو المثقل دبيبا موغل باتجاه (المبكى).. وتثليث الصّلاة..

فقرار الإطاحة بالانحياز أشر في الحضور والغيّاب.. ولذة المسح بالتقسيط والجملة على متن (الجغرافيا) وكتب (التاريخ) وقصص الأطفال.. منفذة منذ فرّ من وجهه (صلاح الدّين).. ووارى سيفه التّراب..

تُحترف على الرّقاب سادية التنصير والتهويد والتلحيد وهواية كتم الأنفاس.. فكل الخيارات أشدّ وأنكى من الوأد الجماعي ومواراة السّوأى.. 

ما عاد للتنديد مفعول وإن غيّر يبقى سلاح الضعفاء.. 

وما عاد للاستنكار جدوى.. يا أمّة سيلها (بهبرة) وغثاء..!

ما دام لتعرّيك نكهة التلذّذ أمام شراهة العيون الزرق.. 

والعيون الشبق.. والعيون العيون..!

يفتح جسدك البضّ المترهّل شهيّة الاضطجاع في كل الأوضاع.. وأحباله قسرا بملايين العيون الزرق.. 

والعيون الشبق.. والعيون العيون....!

بملاين اللقطاء/ الأمراء.. الأمراء/ اللقطاء..

إلاّ أن يحبل هذا الجسد العاجيّ المنخور سلّا وطاعونا.. بفارس وحصان.. 

ف (العالم) يا (عالم) يشرف على الخطيئة الأولى.. 

والكذبة الكبرى.. وكل احتمالات الجنون..!

توقظ الرّعونة على عجل من غفوته (الدّجّال الأعور).. 

فمن عساه يكون (المهديّ المنتظر)..!؟

يا زمن الرّداءة والتردّي..!

يا زمن السّقوط الحرّ.. والصعود نحو الأسفل..!

فالترحلي "عفرين" من على صدورهم الموشومة سلّا ونبيذا.. وحيض نساء..! 

والترحلي من ذاكرتنا المتعبة نحن المسكونون وجعا وحرائق.. كما ارتحلت في تناسينا/ تراخينا كل مدائن النسيان..

من (غرناطة) إلى (غرناطة) والى الشتات.. 

فنحن/ يا أنتِ..!

                     يا هنّ..! 

                              والأتيّات..! 

لكنّ لا نملك غير الأكفان.. والصلوات الجنائزية.. 

والسّير الصّامت قدما خلف المراثي..!

لكنّ لا نملك غير (الله)..!

                           مازيغ يدر/ عنابة (الجزائر)



"عفرين"/.. هنّ والآتيّات..مازيغ يدر..الجزائر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.