نزف ...أكرم صالح الحسين/ سوريا

 نزف ...؟

لم أعد أبكي هذا الوطن

كل مافي الأمر 

أنني أنزف تضاريسه

حقوله السوداء 

أبناءه الغرقى ، خلف الضباب

جوعه الغزير

عتمة أحلامه المخيفة !

أحاول في كل مرة 

أن أنسلخ عن مآذنه المرتفعة

كنائسه المرتجفة كرنين أجراسها 

شوارع بلا عناوين 

تضاجعها الذكريات ، 

ترقص على أرصفتها الأخيلة

أحلام هرمة !

فارغ كأي جب 

لم يزره المطر

منذ ألف شتاء منكوب ؟

كأي عائد من الموت

أتلمس الأزقة وأبواب البيوت

أحاول أن أصطاد فرحا ، أدثر به جسدي المتآكل 

وفي كل مرة 

أعود خائبا كأي جندي مهزوم ؟

في كل مرة 

أرفع وجهي المتشقق

وأكيل اللعنات ، 

أردد أناشيد الموتى المسافرين

وأحلم بجحيم يأويني ؟؟؟