من وحي ليالي المناوبة ..محمد أكرم جاويش/ تركيا

 من وحي ليالي المناوبة


انتصف الليل عندي 

وأرخى الفكر سدوله، وأيقظ للقلب شجونه..

راحت أناملي تنقر على جهاز

لينطلق صوت شجي يخفف عن القلب آلامه..

بل ليعيد ذكرى هذه الآلام..

---

لا أدري مما أنا فيه سوى الشوق

شوقي إلى شيء جميل وغامض 

شيء تحاشيته لثورته

مؤثراً عليه الهدوء والاطمئنان

وما نلت الهدوء والاطمئنان إلا بمقدار ما حاولت أن أصدق أنني هادئ ومطمئن

ومن منا يؤثر ثورة على استقرار

ولكن، من منا ينكر أن الثورة قدرٌ وليس اختيار

---

يا من لا أعرف عنه سوى شوقي له

يا من أخمدت ثورته لتستقر نفسي وتهدأ

يا من كنْتَ لي شيئاً لا يُعرَّفُ في قاموس مفرداتي

أحس بشيء تجاهك 

مثل تلك الصور التي تعكسها صفحة القمر

ووجه النهر 

في ليل انتصف فيه البدر 

أو حل محله الضياء

مثل تلك الأخيلة على صفحة المرايا أمامها الأشياء 

أحس بشيء لا أبوح به 

ولا أعرف كنهاً له

أحس بحاجتي للابتعاد عن عالمي الحقيقي

لأغرق في عالمي الآخر

لأنك كنت فيه يوماً خيالاً

ويوماً جلالاً

ويوماً غراماً

ويوماً 

أشياء أخرى تشبه الغابات في ظلها

والأمطار في ريها

والأعاصير في شدتها

والبراكين في حدتها


ثم 

ثم تأتي الينابيع في نقائها

والفصول في بهائها

والطيور في سمائها

والنجوم في ضيائها


والهدوء في صمته

والجمال في سمته


ثم يأتي شيء بدأ ثمة وغاب

لم ينته، ولكنه غاب

راح بعيداً عني مثل "شادي" في أغنية فيروز

جاء القلب وراح

جاء الفكر وراح

مرات كثيرة جاءت فيها الأشياء وراحت

ولكنه لم يأت ما بدأ معك 

ولم ينته وإن غاب




...

من وحي ليالي المناوبة ..محمد أكرم جاويش/ تركيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.