تستوستيرون...هيثم الأمين/ تونس
تستوستيرون
ـــــــــــــــ
آخر الضّوءِ.. أنتِ
و أصابعي أطفال شوارعٍ
يمارسون لعبتهم المفضّلة، كلّ مساء !
يركضون على ركبتك،
كلّما انسحب طرف فستانك إلى حدود فخذيك،
و يقهقهون
من السّتارة المسدلة على باب الحانة !!
يمدون أصابعهم،
كلّما اتكأت شفتك العليا على شفتك السفلى،
و ينشلون أحمر شفاهك
لتضحكي...
و عندما يسطع الضّوء في عينيك
يعبرون "السّوتيان" خلسة
ليجربوا كيف تكون الحياة
مع أمّين سحاقيّتين تبيعان السّكاكر
على رصيف صدرك !
آخر الفرح.. أنتِ
و أصابعي الذين كانوا أطفال شوارعٍ
كبروا
و صاروا ثوّارا يطالبون.. بإسقاط حكم فستانك !
و أنت، طبعا، لن تمانعي
و لن تخذلي أطفالا كبروا في لهاثك
و أوقدوا الحرائق في بياض الياسمينْ...
آخر النّساء.. أنتِ
و أنا... مازلت أنسى أنّ ثغري غجريْ؛
كلّما تعانقنا عاريين
يصير له وطنٌ و موسيقى
و رقصٌ
و حلم كبيرْ !
و أعانقك أكثرْ
فتفتحين حانتك على مصرعيها
وترحبّين بثوّارك الذين جاؤوا يحتفلونْ !
تحت سمائك،
فوق أرضك،
مازال الغجريُّ مسافرا فيكِ
و مازال ثوارك يحتفلونْ
و أنت ساخنة كرغيف الخبزْ
و أنا مليون شاحنة نقل بضائع
تحملك منّي.. إليّ
و تحملني منّي.. إليكِ
فنختلط عرقا و سكّرا و شهقة واحدة
و يكبر الموز في عراجينه
فتطردين ثوّارك و الغجري من حانتك الصغيرة
و تعلنين
اسقاط الحدود بيننا
لنصير دولة واحدة
في أوج اللهاثْ...
أنا آسف جدّا
يا آخر الضّوء و يا آخر الفرح
و يا كلّ النّساء
لأنّي كنت رجلا عاديّا جدّا
زرتك بكلّ نزقي
و لم أجرّب قضاء ليلة
في شوارعك الخلفيّة !!!
تستوستيرون...هيثم الأمين/ تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
11 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: