ما الشّعر إلاّ الصّوت الآخر لضجيج صمتي ..بثينة هرماسي/ تونس

 [ ما الشّعر

 إلاّ الصّوت الآخر لضجيج صمتي ]


إلى الشّعر بيت القصيد !

-----------


إذا عدت منك ومنّي رفاتا ..

فاحملني على كفّ الرّيح .. وانثرني !!


بعثرني على ضفّة الدّجن ..

 ولا ترشقْ عتمي..

 بِنَصلِ نور !!


إنّي آنست ظلّي نديما

لا تقلق عليّ ..

 ولا تأس !


لا تسأل !

من أين اُشرق ..

ولا تسأل !

 عنّي الطريق ..


ها أنا وحدي ..

أمشي وأجترّ دربي ..

فأراك خلفي .

تشيّع كبوي ..

وتبسم


ها أنا وحدي

أندى

بمواسم كأْب ..        

                 تهطلني !!


وجهم عاد يراودني ..

- هيت للغيم !

   هيت للغيم

 وللمزن !


يتعطّب فيك قولي ويخذلني !!

يجفّ  حلقك ..

في ضمئي 


يتعطّب فيك قولي

فتحضنني ..

فأحطّ قلبي على صخرك وأربطه..


يتعطّب فيك قولي

وأفرّ منك ..


فتقفو  خطوي

وتحاصرني ..


 من كلّ صوب

 تهبّ ريحك

 فتعصفني !


من كلّ صوب

يتخلّل مدادك 

صدعي ..


 فانساب على كفّك

 دفقا

من الصبِّ ..


كِنايتكَ سيل منهمر  

لا حول لي فيه

 و لا قوّة ...


 على مجاز مائك 

 أغوص فيك عائمة

اشدّ نفسي فينقطع


على مجاز مائك

تسعفني اللغة بزعانفها 

و تعيرني زوارقك

 لأبحر في كأبي 

وفي قلقي 

                و أرتحل..!


ياليت شعري ..

يا لغتي !

أختا لقلبي وشقيقته ..

 تشبهه تارة ،

ليشبهكِ ..

تواري عريه وتخصفه


يا ليت شعري ..

 يا لغتي

تواري سوءة شجني !


 يغصّ بك صوتي

أيا شعري !!

و يخنقني ..


فأشحذه نصلا

 من الصّخب ..

لاحتطب في أبجديتكَ منفى

 وأنحت وجنتك وطنا


يؤنسني ..


يغصّ بك صوتي

أيا شعري !

ويخنقني ..


فأشحذه نصلا

أغرسه

فيزهر صمتي

 في حقلك

ويبسم قلقي

 في صخب


فيربّتّ  صوتك على كتفي

 

- ذاك هو بيت القصيد !

  ذاك هو بيت القصيد ..

  أيا شاعرة ..!

للصّمت صوت من الشّعر

 يبرعم به القلق


 -----------

بثينة هرماسي


ما الشّعر إلاّ الصّوت الآخر لضجيج صمتي ..بثينة هرماسي/ تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.