لن تثملك الكأس الاولى..علي المجينين /السودان



"لن تثملك الكأس الاولى" 

لا تمش على النار، 

كمن يحاول الانتحار، 

ويعشق رائحة الشواء...

دائما ما تبدأ القصيدة بدمعة مالحة على الجرح، 

وقد لا تنتهي إلا بنعش... 

ذاكرتنا تشيخ،  وردة القنقب تذبل، 

ففي النهاية 

لم تكن الكذبة الاولى للغيم... 

زهرة الياسمين في الشتاء، 

والحيتان هناك في الضفة الاخرى تموت،  

هل سيفوح عطرها... 

الانبياء الكذبة يراوغون، 

المرأة الحصيفة وحدها من تعلم الحقيقة... 

في الحانة لن تثملك الكآس الاولى، 

في الحب لن ترعشك القبلة الاولى،  

في الحرب رصاصة تكفي... 

اجنحة الطائر م،  ق،  ص،  و،  ص،  ة،  

ها قد أعلن.. 

لن يرقص في العيد... 

لأخبرك كيف يرحلون... 

حين يشعرون بالحزن

يرقصون على الجماجم

ويدلقون كآسين من الخمر! 

ثم يقفزون في الجحيم

خشخشة العشب لن تأت بالمطر، 

حتى صوت دوي الرعد قد لا يصدق احيانا... 

شفاهك ريانة

شفاهي لم تمطر

قبلة... 

انا عشريني يتوكأ على الجرح،  

ذاكرة الجسد لا ترحم، 

حين تشيخ في مقتبل الحلم... 

حين تحبل الحرب... 

بالموت، والرصاص،  والحاجة الى الثأر،  

كيف اسميها المعركة الاخيرة... 

النسيان،  

هي محاولة فاشلة،  

لقتل ما تبقى منك في... 

ومع كل ذلك..  

اعلم او لا تعلم لا يهم

أن في الحانة لن تثملك الكآس الاولى ولا الألف! 

حزنك،  يكفيك،  لتترنح،  وقد تسقط في ذات الآن


لن تثملك الكأس الاولى..علي المجينين /السودان Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.