وحيدة أنزوي في حكاية بقلم بسما أمير سوريا



وحيدة
أنزوي في حكايةٍ 
أعلّمُ النّملَ كيفَ يقرأ الشّعرَ
ويغنّي لقمحٍ فرّ سهواً
من سنبلةٍ يابسة

أواسي السّنبلة
وأذكّرها بأنظمةَ الكونِ 
لترضى ،،
أقنعها أن النّملَ
والعصافيرَ شركاءُ الفلاحِ
في فضائه وترابهِ 
وهم مثلَهُ يتعبون في انتظارِ
الحصاد ،،
ويضحكونَ ،، ويفرحونَ
لمواسمِ الأعيادِ 

أتذّكرُ حزني الّذي اسكنتُه
شبابيكَ الخرابِ
كيفَ نام وحيداً تحتَ وطأةِ
الخوفِ على رصيفٍ مهجورٍ 

وكيفَ مسحتُ به شواطئَ
غربةٍ ،، ولمّعتُه مراراً
ليغدوَ جميلا
أتذّكرُ
كم مرةٍ قلّمتُ أظافرَ
شوقي !!
وكم مددتُ يدي للسّماء
فعادتْ بالفراغ 

لم أشأ أن أصرخَ
حتى لا أقلق هذا الخراب
فابتلعتُ ضجيجَ صمتِي
تسللتُ في داخلي ،،
كهاربٍ من وجهِ العدالة
طويتُ ظلّي تحتي ،، وجلستُ
أواسي وحشتَهُ
أروي له حكايا الغرقِ ،،ومرّ الخُبزِ
وألمَ الخيبةِ ،،
أُسمعُهُ قصصاً مثيرةً عن الحبّ ،
والجنس ،، والنساء 
وأقنعهُ أنّ الموتَ بدءُ حياة
ثمّ أتركُه وحيداً يفكرُ في طريقةٍ
مناسبة ليختنقَ بهدوء.
وحيدة أنزوي في حكاية بقلم بسما أمير سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.