بَدَلٌ ضائِعٌ.....ريتا الحكيم سوريا



- نصٌّ قديمٌ كنتُ قد كتبتهُ حين خذلَني الوطنُ وضاعَ منِّي في متاهةِ الظُّلم.. أعيدُ نشرهُ بعد أنِ انتهتِ الحربُ.
- ما يزال الظُّلمُ مُخيِّمًا، وأنا.. ما أزالُ أبحثُ عن بدَلٍ ضائعٍ لوطنٍ ألوذُ بهِ.

بَدَلٌ ضائِعٌ

لا أملكُ هُويَّةً
لكنَّني أحملُ في جَيبي وطنًا
هارِبًا منَ الخِدمةِ الإلزامِيَّةِ
وأعمالِ السُّخرةِ
كُلَّما ضاقَتْ به السُّبُلُ تتساقَطُ منهُ المدنُ فَزِعَةً
تعبُرُ الحدودَ.. تتلكَّأ علَّها تسمعُ
أجراسَ العودَةِ تُقرَعُ
أتتبَّعُ نَحيبَها وصُراخَ بيوتِها
يصْغرُ بيَ المَكانُ
وتتخَثَّرُ الوَحشَةُ في أزِّقَتِها لتغدوَ لطخةَ حُزنٍ
عنيدةً صعبةَ المِراسِ
لا جديد اليومَ في نشرةِ الأخْبارِ
كما في الأمسِ وما قَبلهُ
مُتلَذِّذًا.. يَلعَقُ المُذيع مأساتَنا بَدَل السَّكاكِرِ
يُعلِنُ عن برامجَ ترفيهيَّةٍ تافهةٍ
عَنِ الماكياجِ الصَّباحيِّ
عَنْ أشْهى الأكلاتِ
عَنْ أصولِ الإتيكيتِ
كُلُّ هذا.. ونحنُ والوطنُ في غياهِبِ
الزَّنازينِ المُعتمةِ

#ريتا_الحكيم
بَدَلٌ ضائِعٌ.....ريتا الحكيم سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.