رسالة عالقة، في صندوق الرسائل بيننا..بقلم سمر لاشين / مصر



رسالة عالقة، في صندوق الرسائل بيننا؛ لم تصلك.
قررت أن أتركها هنا على حائطي ..
                                 لك من قلبي السلام

أنا الآن أجلس في غرفتي، غرفتي التي تحفظ ملامحك أكثر مني، تحفظ نبرة صوتك، أشعارك، وكل القضايا الوطنية التي تؤمن بها.
أتعلم الأماكن أيضاً تشتاق وتعاتب .. بطريقة ما تسألني أين ذهبت
نجلس معا في صمتٍ ولا نفعل شيئًا سوى أننا نفكر بك..!

تراكمت العديد من الأسئلة في غيابك ..
" كيف لشخصٍ أن يحتل جسدك وهو بعيد، يزاحمك في غرفتك وهو لم يزُرْها يوماً، ما هى الطريقة السحرية التي تجعله بينك وبين رغيفك، بينك وبين الناس ، بينك وبين النفس الخارج منك، بينك وبين الروح المسافرة فيك
يزاحمك في كل شيء حتى مناماتك؟
كيف لشخصٍ واحدٍ أن يصبح كلَّ الناس وحين يختفي كلّ الأشياء تحمل ملامحه ؟
كيف يخرج من بين كلمات الأغاني، ويطل مبتسمًا في شجار الجارات تحت نافذتك ؟
كيف منحه الله كل هذه السلطة لتكبيلِ قلبكَ الصغير، قلبكَ الذي يصبح كبيرًا كبيرًا حين يسمع صوته الممزوج بالحب والشعر، الحكمة والجنون،
ويصبح صغيرًا صغيرًا بشكلٍ يدعو للشفقة حين يغيب صوته عنه".

ربّما ما كان بيننا لم يكن حباً؛ بل كان الخوف .. الخوف هو من جذبنا لبعضنا البعض.
دائما بيني وبينك " خوفٌ" لا أعرف سببه.. الخوف من الفراق يساوي بنفس الدرجة الخوف من اللقاء
أجد مثلًا أن فكرة أن نلتقي تبدو فكرة بعيدة ومخيفة ، حتى لو حدث ذلك، كيف سيكون حالي حينها ؟
"أنا أرتبك حين أفكر أن يدك من الممكن أن تلمس يدي، أن تقترب أنفاسك من وجهي، أن تقبلني "
هل من الممكن فعلًا أن تقبلني كما يفعل العشاق؟
وما طعم تلك القبلة ؟ وهل سأعرف طعمها حينها أم أن الخوف لن يجعلني أتمكن من الإحساس بها من الأساس.

أسأل نفسي كثيراً ماذا لو حدث ولعبت الدنيا لعبتها المفضلة؛ وفرقتنا
ماذا سأفعل بكل هذا الحب الذي يملأ قلبي وكل خلية في جسدي ؟!
كيف يمكن أن أكمل حياتي دونك ؟!!
أنا أحبك بشكل يجعلني أكره كل لحظة قبلك ظننت فيها أني أحبُّ
أكرههم جميعاً وكل محاولاتي الفاشلة في الحبِّ
كلّ هذا الحبّ كان يجب أن أنفقه عليكَ وحدك حتى قبل أن نلتقي،
كان يجب أن أحتفظ به طازجًا لأجلك أنت.

حين نحبُّ يشغلنا التفكير في الأشياء المحتملة التي قد تحزن الطرف الآخر وننسى ما يؤلمنا نحن.
منذ أخر حديث بيننا وأنا لم أتوقف عن التفكير بك " ماذا يفعل الآن ؟ هل هناك شيء يحزنه؟ هل فعلت أنا شيئا أزعجه؟ هل قرر فعلا اخراجي منه ؟ وإن فعل .. هل سينجح في ذلك؟ ما الذي يشغله الآن؟ لماذا لم يتصل بي يصالحني أو يعاتبني أو يوبخني حتى ؟ "
والسؤال الذي لا يمل من طرح نفسه : هلّ حقا أحبني؟ والرد الذي يخرج دون وعي مني وأنا أنظر لصورتك : أما أنا فأحبك بكلي؛ يا كلّ كلي.

بداخلي مدن من الحزن تحتضر،
مدن من الشّوق لك ولكلّ نفس يخرج منك
أخبرني كيف حال ضحكتكَ والشامة أعلى شفتيك،
وكوب الشاي بجانب علبة سجائركَ، جدران بيتك والسقف في غرفتكَ ، والناس التي تمشي في شارعك، وأمك وجيرانك حين يفسدون علينا الوقت.
هل مازلت تغني حين تتذكرني وسط صخب يومك  " وتذكرتك ياعليا وتذكرت عيونك يخربيت عيونك ياعليا شو حلوين "
رسالة عالقة، في صندوق الرسائل بيننا..بقلم سمر لاشين / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.