كنتُ و كنتِ بقلم مصطفى الحناني المغرب



كنت ،
أَمشط كل صباح
حفنة من شعر رأسي المتناثر
ليس المشط القديم المتهالك ما يؤلمني
الوخز صدى خطوك من القفا صوب جبهتي 
كأنه دبيب نمل في تربتي العارية
يتسلق عظام هيكل جمجمتي البالية
ويشوش على كل رادارات وزارة الأمن في رأسي
°°°°°°°°°°
و كنت أنت
وقتها ترسمين بدخان سيجارة المساء
ملخصا لخيباتنا في الوصول إلينا
قبل أن يتبدد الدخان في الهواء
الهواء المختنق بين دفتي فمك
كنت تدربين شهقة الآه
كيف تكبس على زر الصراخ
ليتسلل الماء من المريرة بين ربوتي صدرك
إلى حوض سرتك حيث زرعت نواة عشقي
°°°°°°°°°°
أنت لا تذكرين كيف انسدلت ستائر عيني
وأنت تحملقين في كاميرا هاتفك المبللة
البلل بارد كحبيبات ماء معلقة من أرجلها على سقف غرفة حمام ساخن
وأنا ،
لا وجهة لي غير الذبول
وقت تجيئني ملائكة الله بحسنك
لا أتذكر الوقت الذي أمضيته صعلوكا
أجوب فيه أجساد الفاتنات
وغيرهن من مكتنزات الزنود و الأرداف
°°°°°°°°°
و أنت تغمزين بالإشارة
يعني
إن كل الأفعال الناسخة أصبحت ممسوخة
تنصب اسمين وترفع الوقت ثالثا
خارجا من حفرته العميقة مبهما
لا هو بالأفعى ولا بالضب
ويعني كذلك
إنني لم أصل منبع الماء فيك
الماء الذي سيطهرني من دنس ما مضى
الماء بين فجيك ولساني دلو الجب
يغرف من رضاب قبلة
القبلة منك منشفة تمسح الغبار عن قلبي أنا
وأنا لست بالأفعى ولا بالضب
فقط إن الماء في عروقي نضب
°°°°°°°°°°
كنتُ أبغي الحبو إليك أفقيا
لأتعلم كتابة الشعر من نهايته إلى بدايته
لكن منسج اللغة لا يتقن غير زركشة ألوان الكلام
يسكن المجاز أقبية لحافات المعاني
فتطبق عليه جيوش الكناية مدججة بأسلحة التأويل
تأسره استعارة عرجاء تنط على عكازة من هباء
كلما همت قصيدة بالخروج من كلس بيضتها
أصيب طائر الحبارى بالجنون
وهامت في غنج مشيته نعامة
لكنها تساءلت :
كيف سيركبني هذا المهاجر كل الوقت ...؟
هو طائر ميت
أو ميت لامحالة
فكل عيون الصقور به متربصة ...
كنتُ و كنتِ بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.