الفراشة بقلم محمود نسيم مصر



تدف قرب مطلع الفجر
وتفتح الشبابيك لصيف راجع
وتجمع من الليل زهرة
والرفيف من فراغ شيء انتهى
وتختفي ، غيامة مخضرة
ليأخذ المكان شكلها الأخير

ذكرت موعدا مؤجل
وصليت لكى أفرق الله عن الطقوس
وابتدأت يوما غائبا
آنست نارا ، فاشتبهت في جناجين يموتان
مليئتين بدورة الرواح والبكور
فاخترت فرحة بسيطة بعالم صغير
وأن أصير
تلك مساحتي
وغيبتي بترتيل الكلام

...

ليل شتائي
وشارع وعابر معا
وطحلب يشغي خضاره على عقارب الساعة
نجمة قريبة ، وبيت ساكن
وأستفيق ، مستعيدا ، وجه أمي في تفاصيل المكان
في التفاصيل التي تنأى
وأبقي في اختلاج اللحظة الأولى لميلاد قديم
هاجسا للأمهات أن يضعن في الأجنة النبوءات
مطوقا بأطياف من البحر
أحس بين كفي اختلاجة البذور
وأشهد الحواس تنموا ،
للفصول موتها الخفي ،
للفصول موتها
وللظلام ملمس الرخام

اليوم في آخره ..
طبيعة صامتة ، وروح جو منزلي
وربة باب ، نوم قطة على العتبة
ظل حائط على رحاية تدور
في كل ليلة أموت ميتة صغيرة

أحيا من الخارج ، هادئا . أليفا . عائليا
صورة هزلية يا أيها الرتيب

هل يغير النجم المدار في مطلع الشهور
وما الذى يدركه الحلم ، وتنساه إذا صحوت ؟

أنت منته في ما يظل من أثير
تريد عمرا ثانيا ،
لكنها الوحدة ، والحياة بين مقعد وغرفة
وصفحتين في كتاب ، وسرير
أرتب الوقت ، أهيئ المرايا لاستعادة الوجوه
أمسح الوحشة عن ذاكرة
وذاك صوت وتري عابر ،
ستخفق النبضة ذاتها
وتأتيني الفراشة المسائية ..،

خضرة الجناح تغمر الجسم
وتدنو ، هل هي الطيوف ما تظل في لحظة الدنو
أم تداعياتي ،
أسمع الصدى مجددا، أناديها
فيستفيق في العروق صوتها
وفي يدي رمادها
أحاول امتلاكها
فينجلي لي صافيا كائنها الحي ،
أحاول امتلاكه ،
فتستقيه من ودائع الريش ،
وتسفيه على عشب القبور
ذاهبة ،
تنحل ، تنحل
مليئة بشهوة التراب الآدمي للنشور
ذاهبة ، ذاهبة
عائدة الى الطيور .
الفراشة بقلم محمود نسيم مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.