لم أكن أبدا طفلا، و لن أشيخ..! بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


 لم أكن أبدا طفلا، و لن أشيخ..!
لم أتعلق بنهدي أمي قبل الفطام
و لم أعض أبدا حلمتيها.
لم تزر جدتي بداية الليل في جفوني كي تقبل جبيني..كان الليل شريرا في حكايات الجدات، و لم أعرف أبدا إن حاربته جدتي، فلا حكايات تتناسل مني عن تلك الحرب.
.
لم أكن أبدا طفلا
كانت أقدامنا تكبر فجأة في غفلة عنا
دون أحذية تحمل عيون الأرنب.
كانت أصابعنا تتخلى عن لونها القرمزي
وكنا نتقن عد الخيبات كما شيوخ انتصروا على ذاكرتهم و تركوا لأصابعهم أن تعيد الحساب و تروي ما سقط من الذاكرة.
.
لم أكن أبدا طفلا
لم ألاحق قطعان الملائكة التي كانت تهاجم أراضي الأطفال
في أساطير معلم المدرسة..
كانت أرضنا بلا حجر يدل عليها
كانت أرضنا صحاري فارغة إلا من نظراتنا...
و لم يكن هناك مكان كي تنام عندنا الملائكة.
.
لم أكن أبدا طفلا
حتى و أنا أعبر أربعين طفولة و بعض الخيبات
مازلت لا أعرف كيف لم أكن طفلا أبدا.
مازلت أعجز عن رسمي و أنا أمص ثدي أمي...و لا أتذكر طعم الماء في أغنياتها.
مازلت أعجز عن الكلام كلما تذكرت قدمي التي كبرت
في غيبة من الطفل الذي لم أكنه..
لم أكن أبدا طفلا، و لن أشيخ..! بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.